النغم الخالد «5 » ...كان لابد من طرح السؤال بعد استقرار رياض السنباطي في القاهرة ...هل كانت انطلاقة رياض الفنية في القاهرة من المعهد الذي انتسب اليه؟ عن هذا السؤال يجيب مدحت عاصم متحدثا عن بدايات معرفته وعلاقته برياض « ومدحت عاصم من اهل الفن والموسيقى في تلك الفترة « يقول متحدثا عن رياض السنباطي»... جاء السنباطي في نهاية العشرينيات وتعرفت عليه في الطريق ... كان بصحبته المطرب محمد صادق ...ودفعني الفضول لان اشترك معهما في الحديث فقد كان حديثهما عن الموسيقى ,لذا اعتبرت نفسي طرفا في الحديث الذي طال وامتد حتى انتقلنا الى بيت السنباطي وظللنا تلك الليلة ننهل من عزفه حتى الصباح وبعد يومين اتصلت بالمسؤول عن شركة أسطوانات « اوديون» وهو يهودي مصري يدعى « ليتو باروخ» وطلبت اليه الاتفاق مع فنان موهوب على تلحين عدد من الأغنيات لعدد من الفنانين ليتم الاتفاق على ان تكون هذه الالحان لاحمدعبدالقادر ونجاة علي وعبد الغني السيد ومحمد صادق فكان ان غنى له عبد الغني السيد مونولوغ « عذابي يا منايا» وقدمت له نجاة علي اغنيتين ولأحمد عبدالقادر لحن « ان حكيت بتضحكلي» كما غنى له عبد الغني السيد « دلالك في الهوى» انصرف منذ ذلك رياض السنباطي الى التلحين وفي الوقت نفسه اخذ يتصل بالملحنين الذين كانوا يتعاملون مع منيرة المهدية ونادرة الشامية وفتحية احمد ونعيمة المصرية وحياة صبري وسعاد محاسن وملك وعقيلة راتب الى جانب مشاركته في حفلات المعهد الشهرية والحفلات الخيرية الخاصة في 1929, اتصلت المطربة نادرة الشامية برياض السنباطي وطلبت اليه ان يشارك في تلحين بعض أغاني « أنشودة الفؤاد» الذي ستضطلع فيه بدور البطولة الى جانب الممثل الكبير « جورج ابيض» ويعتبر هذا الفيلم الذي وضع قصته وكتب حواره واغانيه عباس محمود العقاد.. اول فيلم عربي غنائي ظهر في السينما المصرية. لحن أغاني الفيلم المذكور عددا من مشاهير الملحنين آنذاك وفي مقدمتهم الشيخ زكرياء احمد وداود حسني واحمد صبري النجريدي واحمد الشريف ورياض السنباطي الذي لحن اغنية واحدة « تتباهى بالدمع يجري من عيني « كان الصراع على قمة الغناء بين المطربات عند ظهور الفيلم سنة 1931 على أشده بين منيرة المهدية ونادرة الشامية وفتحية احمد، وكانت شهرة ام كلثوم التي بدات حفلاتها في القاهرة منذ1924 تنمو شيئا فشيئا في ظل هذا الصراع. يتبع