جندوبة «الشروق»: رغم أن جهة جندوبة تعتبر من أهم الجهات التي لها موارد مائية هامة إلا أن سكانها يعيشون مظاهر عطش نمت معها بعض العادات في التزود بالماء. فخلال فصل الصيف وحين يشتد الحر ويصبح تحصيل الماء صعب المنال اظهر بوضوح عادة التنقل اليومي نحو العيون الطبيعية للتزود بالماء الصالح للشراب والرحلة اليومية تشهدها بامتياز عيون عين دراهم العذبة دائمة التدفق (عين بومرشان – الدبة – الجمال...) حيث تتزاحم الصفوف من أجل قارورة أو وعاء ماء وهي رحلة تكون شبيهة برحلات نحو عيون غار الدماء (العيون – عين سلطان...) ونفس الرحلة نلمسها بوضوح نحو عيون جندوبة الشمالية (بلاريجيا – عين مطوية...) وهذا التنقل طلبا للماء العذب هو تنقل كان ولا يزال من العادات القديمة للجهة والتي قيل في شأنها بأنها منذ العهود البيزنطية والرومانية وهي رحلة بحث أمنتها قديما الدواب من حمير وبغال وتؤمنها في عصرنا السيارات والشاحنات وحتى الدراجات النارية. ولعل تواجد هذه العيون العذبة وخاصة بعين دراهم نشط الحركة الاقتصادية حيث ترتكز بالقرب من عين بومرشان استراحات ومطاعم خصصت للشواء والأكلة الخفيفة يكون فيها للزائر وعابر السبيل ملاذا ويكون لأصحاب المحلات لقمة عيش شريفة.