ليس من السهل أن يتقبل جمهور النجم للموسم الثاني على التوالي خيبة فريقه في نهائي الكأس خاصة أنه بنى قصورا من الأحلام في ضمّ هذا اللقب الى لقب البطولة العربية. مساء أمس خاض النجم الدور النهائي رقم 25 قبل أن يفرّط في 15 منها ولم تتوقع جماهير الفريق أن تبيت ليلة أول أمس على الطوى بتلك الطريقة العجيبة ليسيطر الغضب على شقّ كبير من الأنصار، وهذا أمر مفهوم في فريق يملك كل المقومات التي تخول له اعتلاء منصة التتويج. خيبة أول أمس في رادس فتحت مجددا ملفات الانتدابات وسياسة التسيير داخل الفريق والاختيارات الفنية والبشرية للإطار الفني بعد رحيل روجي لومار... وأكيد أن كل من شاهد مساء أول أمس تلك الآلاف المؤلفة من الأحباء تجترّ مرارة الخيبة في حزن وصمت كبيرين يدرك حجم النكسة التي أصابتها وهو ما يفرض على من يهمهم أمر النجم مراجعة حساباتهم خاصة والجمهور على علم بخفايا هذه الخيبة وأسبابها. البنزرتي أحد عوامل الخيبة قبل خسارة النجم لكأسه أمام النادي الصفاقسي كان هناك إجماع حول مساهمة فوزي البنزرتي في إثراء خزينة فريق جوهرة الساحل بالعديد من الألقاب الوطنية والقارية وهو حق محفوظ، لكن في ظل إخفاق الرجل مساء أول أمس في الحصول على الكأس رقم «11» التي كانت في متناوله اختلفت الاراء حول جدارته بتعويض «الجنرال» روجي لومار لتحمّله الجماهير مسؤولية هذا الفشل لان الاختيارات البشرية لم تكن موفقة بالمرة بدليل أن الجميع «تفاجأ» باعتماد عليّة البريقي كأساسي على حساب فراس بلعربي وترك الجزائري سليم بوخنشوش على مقعد البدلاء مقابل تجديد الثقة في محمد المثناني. مسؤولية فوزي البنزرتي تكمن أيضا في التحضير السيّء للمباراة حيث لم يجهز لاعبيه كما يجب للركلات الترجيحية... «طبخة» البنزرتي احترقت ولم تكن مدروسة بشكل جيد وقد ساهم اللاعبون بدورهم في إحباط مخطط مدربهم نتيجة عدم انضباطهم وفقدانهم للنجاعة المطلوبة. البريقي «ضحية» مدرّبه في ظل إقحام عليّة البريقي كأساسي في لقاء أول أمس يكون المرب فوزي البنزرتي قد أخلّ بتوازن خطوط الفريق وظلم اللاعب وجنى عليه وورّطه مع الأحباء باعتبار أن الجاهزية البدنية لعليّة البريقي لم تقترب من جاهزية جل زملائه... لاعب آخر جنى عليه البنزرتي وورّطه مع الجمهور وهو بلال الماجري. الانتدابات نقطة استفهام يعاني النجم منذ موسمين من مشاكل هجومية «كارثية» جعلته يفشل في مختلف الرهانات التي كان طرفا فيها رغم أنه توّج الموسم الماضي بالبطولة العربية، لكن هذا النجاح الاقليمي لا يعكس قيمة الفريق الحقيقية. معاناة النجم في الخط الأمامي حتّمت على إدارة الفريق إصلاح الأخطاء وانتظرت الجماهير انتدابات من الحجم الثقيل تكون في مستوى طموح الفريق في موسمه الجديد على جميع المستويات غير أن واقع الأمر خيّب الآمال بعد اكتفاء النجم بإعادة بعض الأسماء المغضوب عليها وانتداب أسماء أخرى في انتقال حرّ لا يمكن أن ترتقي بالهجوم الى المستوى المأمول ما يطرح أكثر من سؤال حول كفاءة المشرفين على هذا الملف ومعرفتهم ا بالمواهب والمهارات الكروية التي يمكن ان تفيد فريقا في حجم النجم الساحلي. التدارك مطلوب بعيدا عن الخيبة وتحديد مسؤوليات كل طرف فيها والتي تختلف من شخص الى آخر مازال مستقبل فوزي البنزرتي مع النجم مضمونا خاصة أن بعض الجهات دعت الى التهدئة قبل فترة وجيزة من المواجهة القارية ضد نادي حافيا كوناكري الغيني السبت القادم بملعب مصطفى بن جنات بالمنستير في نطاق إياب الدور التمهيدي الأول لتصفيات رابطة الإفريقية. والثابت أن فريق جوهرة الساحل سيركن الى راحة خاطفة قبل استئناف التحضيرات ومن المهم طبعا غلق ملف خيبة الكأس في لمح البصر حتى يتفرّغ الجميع لموعد السبت القادم.