تونس الشروق: تتميّز مدينة سيدي بوسعيد بكثير من الخصائص الطبيعية الجميلة والتفرّدات العمرانية وتنوع الإرث التراثي إضافة إلى العبق التاريخي والروحاني الأصيل إلى جانب الروائح المنعشة للأزهار المتدلية من أسوار الحدائق وعتبات أبواب ونوافذ المنازل والإقامات . وهذه المحاسن جعلت من "القرية" وجهة سياحية دائمة ومقصدا للنزهة والترفيه والإصطياف وتمضية "العشويات" الحالمة. وضمن التمدّد الجمالي المقاوم ل "شيخوخة" المكان أحدث منتزه سيدي بوسعيد الذي يتربّع على مساحة شاسعة بمدخل المدينة قدوما من المرسى قبالة المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية والتعمير ومع بداية شارع 14 جانفي وعلى بُعد عشرات الأمتار من محطة القطارات. ويتميّز هذا المنتزه بمواصفات بيئيّة "عالمية" من حيث الكساء النباتي والإحتفاظ بمواقع برية عذراء وتغطي مساحات أخرى الأشجار والمزينات المتنوعة والمتزاحمة على شكل غابة خلابة تزيد المكان جمالا.هذا وتتعدّد المسالك الصحية المُعبدة بين ثنايا الغابة مما شجع مختلف الشرائح العمرية من الجنسيْن تونسيّين وأجانب على التمشي وممارسة هوايات الركض والتمارين الرياضية المتنوعة صباحا ومساء بين أحضان الطبيعة. وتتواجد بوسط المنتزه فضاء يتّسع لمرح ولعب الأطفال في أرضية فقدت عشبها وتعرّى أديمها وتصطحب العائلات صغارها لممارسة ألعابهم على معدات ووسائل مركزة بالمكان وقلّ عددها وتقادمت شكلا وإستعمالا وتجاوزها عصر الإبتكارات والقدرات الذهنية والفنية للأطفال. وغير بعيد يتواجد مقهى ومطعم تفتح أبوابها وفضاءاتها على الطبيعة وعلى "تماسي" الطاولات والمقاعد تمتد "بحيرة" ونافورات مائية تساهم في تلطيف المكان وتجميله. وهذه النموذجية الساحرة لموقع المنتزه وثراء مكوناته بقيت غير معروفة لأكثرية عشاق مدينة سيدي بوسعيد وذلك لإنعدام الإعلام التعريفي والتوجيهي. وعلى عكس "الرفاهة" الطبيعية فإن هناك نقائص جوهرية وجب تجاوزها على غرار العناية بجمالية المدخل من حيث مقاومة الأعشاب الطُفيلية التي تكسُو الأرضية المرصفة وتقليم "غابة" الزيتون وإصلاح النافورة التي تتوسطها إلى جانب فتح الأبواب المُغلقة كالمركبات الصحية ومحل التمريض والمأوى والكُشك وقاعة الشاي والمطعم التي أحدثت لأجل دعم الإقبال على المُنتزه ليستعيد شمولية نشاطه.