هي واحدة من أكبر محاولات اغتيال الرئيس الراحل صدام حسين، وتورط فيها رجل أعمال عراقي يدعى حسن كامل رشيد وكان على علاقة بالمخابرات الأمريكية وبمخابرات شاه إيران.. بدأت العملية عندما رغب حسن كامل رشيد في شراء مصنع محجوز من طرف المصرف الصناعي، فدفعت المخابرات العراقية بأحد المتعاونين معها، قتيبة مرجان لمنافسته في شراء المصنع، فأخذ قتيبة يتواجد بالمصرف حتى تعرف على حسن كامل، وأعلمه برغبته في شراء المصنع واقترح عليه الاشتراك، فاستحسن حسن كامل الفكرة ووافق عليها، وبدأت بينهما مرحلة جديدة، واكتشف قتيبة أن حسن كامل على علاقة بشخص أمريكي يدعى جيمس بروان، كان يزروه في بيته وحتى في المصنع، وهناك التقاه قتيبة للمرة الأولى. و بعد تطور العلاقة، بدأ بروان يكشف لقتيبة عن عدم رضاه وعدم تأييده لحكم حزب البعث في العراق، وكان قتيبة يظهر تأييده لما يطرحه براون، وكان حسن كامل يصعّد من تذمر قتيبة واستيائه من الأوضاع في ظل حكم البعث، للوصول به إلى حالة تجنيده للعمل لصالح المخابرات الأمريكية. سافر حسن كامل إلى البصرة والتقى هناك مع براون، وأبلغه برغبته في ضم قتيبة للعمل مع السي آي آي، فتردد براون، خشية الوقوع في كمين المخابرات العراقية، إلا ان حسن طمأنه وأعرب له عن ثقته التامة في العميل الجديد المفترض. وشكّ قتيبة في سفر شريكه إلى البصرة، ولكن حسن فاتحه في موضوع العمل مع المخابرات الأمريكية، إلا أن قتيبة أبدى ترددا على اساس أنه من العناصر المشخصة لدى السلطة، كونه أحد أعضاء الاتحاد الاشتراكي. وسعى حسن إلى إقناعه بسهولة المهمة، مما لا يستدعي الخوف والتردد. وانخرط قتيبة في اللعبة وطالب حسن بضمانات، فأعلمه بأنه يعمل مع براون منذ عام 1964، وأنه لم يجد اي خطورة في هذا العمل. رفع قتيبة معلوماته إلى الجهاز الذي زودته بتوصيات عملية قبل سفره مع حسن إلى بيروت. وتم تزويده برقم هاتف للاتصال به عند الضرورة بكلمة سرّ ( مازن بصحة جيدة). وفي بيروت اتصل حسن بالسكريتير الثالث في السفارة الأمريكية المكلف بنشاط السي آي آي، في العراق. واكتشف قتيبة أن كثيرا من العراقيين يتعاونون مع المخابرات الأمريكية لإسنادهم للقيام بعملية تغيير النظام في العراق، وأعلم قتيبة السكريتير أنه على استعداد وجماعته للتعاون في هذا الموضوع. وكشف رجل السفارة عن أن مسألة إسقاط حكم البعث قد وضع كهدف مركزي في نشاط السفارة، وكشف عن تعاون إيراني (في عهد الشاه) إسرائيلي أمريكي لتنفيذ المهمة. وطبعا نقل قتيبة كل المعلومات لجهاز المخابرات العراقي الذي باشر على الفور عملية كشف خيوط اللعبة. وطبعا تظاهر قتيبة أمام حسن كامل برغبته في العودة للعمل السياسي ضد النظام القائم، خاصة بعد تشكيل جبهة معارضة لحكم البعث، وطلبه إسنادا خارجيا. في الثالث والعشرين من سبتمبر قامت المخابرات العراقية بتوزيع منشور وهمي يتحدث عن انهيار الوضع في العراق، وعن تشكيل جبهة باسم جبهة الوفاق تعمل على إنقاذ العراق. وانخرط حسن وبراون في دعم الجبهة المزعومة، وطلب براون التعرف على المسؤول العسكري في الجبهة لمعرفة الاحتياجات من المال والسلاح. وحضر الرائد احمد العبد الله أحد المنتسبين إلى معسكر التاجي، وكشف عن مخطط الجبهة لإسقاط النظام وطلب المساعدة. وفي احد الاجتماعات تم تسجيل ما دار في الحديث عن المؤامرة بتزويد الجبهة بآلة طباعة مهداة من غيران وب500 قطعة سلاح خفيفة، وأعلن براون عن استعداده لتهريب اي شخص يتابعه النظام، ثم كشف براون عن مساعدات مالية كبرى آتية في الطريق. وتواصلت الاجتماعات بين بيروت والكويت وطهران. وبعد أشهر من التقصي، تم اكتشاف عمل عبدالرزاق النايف ومصطفى البرزاني، ضمن المخطط التآمري على استقرار العراق. وتواصلت عمليات كشف الأخطبوط، حتى بلغت مرحلة جلب الأسلحة من غيران والتي كان رفاق صدام يتولون استلامها مباشرة من الإيرانيين، حتى أن صدام حسين كان يطلع مباشرة على كميات السلاح التي يقع تأمينها في مواقع هي على ملك المخابرات العراقية. وتم كشف عملية الغزال التي كانت تستهدف اغتيال صدام حسين، لأنه كونترول الحزب. واعتبار عملية الاغتيال هي ساعة الصفر لتنفيذ الانقلاب. وتم تحديد يومي18 و20 جانفي 1970، ساعة الصفر لتنفيذ عملية الاغتيال. وحين التنفيذ فاجأ صدام أحد فرق التنفيذ في وكرهم وسألهم عن مرشحهم للرئاسة، بعد اغتياله وتنفيذ الانقلاب. (يتبع)