لقد سجل فيلم «أنشودة الفؤاد» عند ظهوره سبقا سينمائيا وغنائيا لنادرة على زميلاتها، ورفع من شانها الامر الذي دفعهن الى الاتصال بملحني الفيلم الذين سبق لهم ولحنوا لهن الكثير من الأغنيات، عدا السنباطي الذي لم يلحن قبلا لاية واحدة منهن عدا « نادرة» فعمدن الى الاتصال به أيضا، وكانت منيرة المهدية المتربعة آنذاك على عرش الغناء السباقة الى ذلك فطلبت منه ان يلحن لها اوبيرات»، لبى رغبتها بتلحين اوبيرات « عروس الشرق» التي أحرزت عند عرضها الأول نجاحا منقطع النظير ولم يقف الامر عند منيرة المهدية اذ سارعت فتحية احمد ثم نادرة الشامية فطلبتا منه تلحين عدد من الأغنيات، لم يتوان عن ذلك كذلك طلب منه رجل المسرح الكبير «جورج ابيض» تلحين اوبيرات» «ادم وحواء» بطولة نادرة. وكانت ام كلثوم تراقب عن بعد الصراع وهي المستسلمة لشروط محمد القصبجي عندما سلمت له قيادتها ونفذت ما طلبه حرفيا, فكان ان غير القصبجي فرقة المنشدين التي كانت ترافق ام كلثوم بفرقة موسيقية «تخت شرقي» تتألف من أعلام العازفين في تلك الحقبة «محمد القصبجي على العود، سامي الشوا على الكمنجة ومحمد العقاد على القانون ومحمد رحمي على الإيقاع»... وانتقى نخبة من الملحنين منهم من سبق ولحن لام كلثوم كالشيخ ابي العلا محمد والدكتور صبري النجريدي وداود حسني ومنهم من كان يتقون للتلحين لها كالشيخ زكرياء احمد ومحمد القصبجي نفسه واختارلها مسرح «التمثيل العربي» عوضا عن الفضاءات العادية التي كانت تغني فيها سابقا، وكان مسرح «دار التمثيل العربي» حكرا على المطربة منيرة المهدية ولكن القصبجي استطاع اغراء صاحب المسرح الذي وقع مع ام كلثوم عقدا طويل الأمد ومنذ أكتوبر 1926بدات حفلات ام كلثوم تشد الانتباه وتستقطب جمهورا غفيرا رغم محاولات البعض تهميشها وهو ما اثار غيرة البعض من المطربات وفي الطرف المقابل فان محمد عبد الوهاب وبمساعدة الشاعر احمد شوقي ورغم حضور صالح عبد الحي وامين حسنين، فانه نجح في التربع على قمة الغناء دون ان يهتم كثيرا لشهرة امين حسنين وصالح عبد الحي و عبد الغني السيد وعبده السروجي كما ان صداقته لمنيرة المهدية وتمثيله معها اوبيرات « كليوباترا» التي اسهم في تلحينها الى جانب علاقته الوطيدة بسائر المطربات والمطربين والملحنين وما يملك من صوت قوي وجميل وخيال موسيقى خلاق جعله بمنأى عن الصراع. (يتبع)