تقدر صابة العنب المخصصة للتحويل بولاية نابل هذا الموسم ب26 ألف طن أي ما يقارب ال70 % من الإنتاج الوطني لعنب التحويل وفق ما أكده المندوب الجهوي للفلاحة بولاية نابل المنصف التايب في تصريح «للشروق» . مكتب نابل (الشروق): وبين التايب أن هذا التطور يعود إلى كميات الأمطار الغزيرة والهامة التي شهدتها ولاية نابل مؤخرا وكذلك إلى مجهودات المنتجين من خلال العناية بالغراسات وتجديدها إلى جانب الأسعار المجدية التي شهدها القطاع خلال المواسم الأخيرة إلا أن الطلبات على الخمور التونسية بالخارج مازالت متواصلة نظرا لجودتها بالرغم من الكميات الموجهة للتصدير مما يتطلب اتخاذ عدة إجراءات لتوفير كميات أكبر من العنب المحول خلال المواسم القادمة لتلبية الرغبات بالداخل والخارج أين يتزايد الإقبال بكثرة خلال الموسم السياحي. ومن أهم هذه الإجراءات التشجيع على الإحداثات الجديدة لتعويض الغراسات التي وقع قلعها بالمناطق ذات القدرة التنافسية والتحسين من نسبة المساحات المروية بالمناطق السقوية وإعداد برنامج خاص بتقليع الغراسات الهرمة والأصول الجارية بالقطاع المنظم وإعادة غراستها وتأهيلها وفق ما أفاد به رئيس خلية الإرشاد الفلاحي بقرمبالية محمد العاشوري في تصريح «للشروق». وأكد العاشوري على ضرورة توجيه الفلاحين للأصناف المحسّنة بما أن جل الإحداثات الجديدة مرويّة وضرورة دعم برامج الحماية الصحية خاصة ضد مرض البياض الدقيقي والسيكادال ودودة العنقود وتكثيف الحملات التحسيسية للحث على المداواة الوقائية والعلاجية مشيرا إلى ضرورة تحسين نسبة انخراط صغار ومتوسطي الفلاحين بالشركات التعاونية للكروم بالجهة ,والتمتع بالخدمات التي تسديها هذه الشركات من توفير مستلزمات الإنتاج وتكثيف الإحاطة الفنية لمزيد السيطرة على نفقات الإنتاج وتحسين الإنتاجية والجودة وتكوين يد عاملة مختصة إلى جانب رسكلة الفنيين وضرورة القيام بمدارس حقلية لتذليل الصعوبات التي تعيشها بعض شركات الكروم على غرار قرمبالية. كما بين رئيس خلية الإرشاد الفلاحي بقرمبالية أن القطاع يشهد حوالي 3 آلاف منتج للعنب ما يوفر 900 ألف يوم عمل ويزوّد السوق بالعنب على امتداد 4 أشهر مؤكدا أن أسعار انتفاع الفلاحين من الكيلوغراما الواحد من عنب التحويل ارتفعت إلى دينارين مقارنة بالسنوات الماضية. فلاحون يتّهمون... ويشهد القطاع عدة مشاكل خاصة مابين فلاحي الجهة والشركة التعاونية الأساسية معصرة الكروم بقرمبالية أين اشتكى عدد من الفلاحين من الشركة مطالبين المسؤولين بحقوقهم المتعددة. فقد أكد عبد المجيد بالحاج سليمان فلاح بقرية الاخوين في تصريح «للشروق» أن الفلاحين يعانون الأمرّين من الشركة بسبب عدم المصداقية فيما يتعلق بتمكينهم من مستحقاتهم حيث يتمتع مجلس إدارة الشركة بفوائض حوالي 13 مليارا مودعة بالبنك ولا يصل الفلاحين منها إلا النزر القليل وفق تعبيره ،إلى جانب حرمانهم من التأمين العائلي. وقد أيده الفلاح رياض المدايسي مضيفا أن الشركة تعاني من «دكتاتورية» رئيس مجلسها في اتخاذ القرارات والتصرف الأحادي في كل كبيرة وصغيرة،وذلك بتفرده بالرأي والبحث عن مصالحه الخاصة ، مبينا أن هناك تجاوزات أخرى طالت تعمد إفساد مواجل من العنب المحول وذلك لعدم صيانتها ثم إتلافها بشهادة العمال الذين قاموا بحفر الخندق وإتلاف الخموروفق تعبيره .كما أشار المدايسي أنه ليس للفلاح الحق في مقابلة رئيس الشركة إلا بطلب من بعض المقربين منه داعيا إلى ضرورة التدخل العاجل من طرف الإدارات المختصة لان الجهة فلاحية بالأساس. وقد بيّن خيري بن زينة «للشروق» وهو مستثمر فلاحي أن الشركة أصبحت عبئا عليه وعلى العديد من المستثمرين الذين أعلنوا إفلاسهم وهو اليوم ينتظر مستحقاته من الشركة التي فاقت المائة ألف دينار مطالبا بضرورة استقالة مجلس الإدارة الذي لا يبحث على مصالح الفلاحين وتطوير الإنتاج وتمتيع الفلاحين بامتيازات وتسهيل التزود بالأسمدة بل بالعكس فقد تم التفويت بالبيع لبعض المعدات كالجرارات وغيرها.. مندوبية الفلاحة تتدخل وقد اتصلت «الشروق» بالمندوب الجهوي للتنمية الفلاحية بولاية نابل المنصف التايب بعد تعذّرها الحصول على أحد المسؤولين بالشركة لمعرفة خلفيات ما صرّح به هؤلاء الفلاحون ،وقد أكد التايب «للشروق» أنه وعلى إثر ورود عديد التشكيات من عدد من الفلاحين حول الشركة ،تمّ إجراء التحريات اللازمة والمراقبة الإدارية والفنية والمالية للشركة من طرف المصالح المختصة من مندوبية جهوية للتنمية الفلاحية بنابل ومصالح الولاية والإدارة المركزية للإدارة العامة للتمويل والتشجيعات والهياكل المهنية،وأثبتت التحريات سلامة التسيير الإداري والمالي للتعاضدية حسب ما توفر من مؤيدات مشيرا أن ما ادعاه بعض الفلاحين بالجهة لا أساس له من الصحة داعيا الفلاحين المصرّين على آرائهم الالتجاء إلى القضاء إن كانت لهم مستندات تثبت تضررهم.