كان كل رصيد السنباطي حتى ذاك الوقت مونولوغ « النوم يداعب جفون حبيبي» واعمالا أخرى لعبد الغني السيد ونجاة علي واحمد عبد القادر لم تشكل في مجموعها سبقا على العملاقين الاخرين وان دلت من خلال « النوم يداعب عيون حبيبي» على ما ينتظر الاغنية العربية من مستقبل زاهر على يدي السنباطي بعد هذه الاغنية، غدت أحلام السنباطي لا تتسع نبوغه وعطائه من ذلك انه في سنة 1933,احتاج محمد عبد الوهاب لعازف عود متمكن من اجل تسجيل أغاني فيلمه الاول « الوردة البيضاء» ,لم يجد امامه سوى السنباطي الذي أجمعت عليه الآراء كأقوى وابرع عازف عود ,وقد ظهر السنباطي في الفيلم المذكور ومثل فيه بالإضافة الى قيامه بالعزف مع تخت عبدالوهاب مشهدا قصيرا جدا كان لقاء السنباطي بمحمد عبد الوهاب سنة 1933,اول لقاء له بعد لقائه بأم كلثوم ,وكان عبدالوهاب يمثل قمة الغناء العربي ,بينما كان السنباطي يشق طريقه في سماء الفن كمطرب وملحن وعازف بأناة وصبر وبرغم الاعجاب المتبادل بين الاثنين والحماسة لبعضهما بعضا فقد شاءت الظروف ان تشوب سماء هذا الاعجاب الغيوم وان تتكاثر وتتلبد شيئا فشيئا بسبب ام كلثوم التي اخذت بالاعتماد على السنباطي في اغانيها فتقلصت العلاقة التي بدأت بينهما باندفاع في الجانبين لتغدو نوعا من المجاملات ولتتحول مع الزمن الى نوع من الغمز في التصريحات المهذبة التي كانا يطلقانها ردا على بعضهما في المناسبات لتغدو نوعا من التجريح بعد مونولوغ « النوم يداعب عيون حبيبي» سنة 1934 ,لحن السنباطي لعبد الغني السيد اغنية « عذاب غرامك « التي راجت طويلا نحى فيها منحى محمد عبد الوهاب في اغانيه الخفيفة التي ظهرت في فيلم « الوردة البيضاء» كأغنية « يا وردة الحب الصافي « ولكن بطريقة سنباطية وفي أوائل 1935,اكتسح السنباطي مصر كلها بلحنه الشعبي «على بلدي المحبوب» وصارت الاغنية على فم ولسان وحلقت طويلا طويلا بفضل اللحن الشعبي البسيط الصادق والعميق وبفضل الأداء الممتع الذي اداه عبده السروجي قبل ان تؤديه ثانية ام كلثوم كانت بداية ولادة اغنية « على بلدي المحبوب» سنة 1934عندما قام بنك مصر بتأسيس ستوديو مصر للسينما , وقد أراد ان يستهل انتاجه بفيلم تاريخي ضخم تكون بطلته ام كلثوم فعهد الى الشاعر احمد رامي بتأليف القصة واغاني الفيلم اما الإخراج فكان للألماني « فريتز كرامب « بمساعدة الشاب احمد بدرخان. يتبع