إعداد: محسن بن أحمد تجري احداث فيلم «وداد» في عصر المماليك وجسدت فيه ام كلثوم دور البطولة الى جانب الممثل احمد علام، اما أغاني الفيلم فقد عهد بتلحينها الى القصبجي وزكرياء احمد ورياض السنباطي. تم الاتفاق على ان يلحن السنباطي لفيلم « وداد» نشيد « حيوا الربيع» و» على بلدي المحبوب» ليتم تسليمه بعد ذلك نص «على بلدي المحبوب» فقط.. أنهى السنباطي اللحن الذي لم تقبله ام كلثوم وطلبت إعادة تلحينه وهو الامر الذي لم يستجب له السنباطي فبادر بإعطاء اللحن الى عبد السروجي وحققت الاغنية بصوته نجاحا جماهيريا كبيرا دفع بام كلثوم الى طلب رياض السنباطي بان يسمح لها بتسجيل هذه الاغنية بصوتها غدت « على بلدي المحبوب» ...اغنية شعبية اجتاحت الوطن العربي وتلقفتها إذاعة « ماركوني « في القاهرة التي تأسست سنة 1934 ...فضاء سمعي استطاع من خلاله السنباطي ان يتبوأ مكانة خاصة فيه من خلال ما كان يقدمه من وصلات غنائية متنوعة ومن ضمنها اغنية « يا ريتك حبيتيني زي ما حبيتك» وقصيدة « مقادير من جفنيك» لأحمد شوقي التي غناها امام شوقي قبل ان يغنيها بعد ذلك محمد عبد الوهاب، وغنى من شعر علي محمد طه قصيد يا مشرق البسمات» ومن شعر عباس محمود العقاد «يا نديم الصبوات» ومن شعر احمد فتحي قصيد « همسات» وموال «» يا ريت ودادي بصوت قلبك القاسي» وقد سجل هذا الموال بعد ذلك بصوت عبدالغني السيد ارتبط السنباطي في هذه الفترة بصداقة وطيدة مع محمد القصبجي الذي وجد صدى لألحانه واسلوبه في التلحين كما ارتبط السنباطي بعلاقة وطيدة مع الشيخ زكرياء احمد منذ بدأت ام كلثوم بالتعاون معه وان شاب هذه العلاقة الفتور على الرغم من قدمها بسبب التباين الكبير بين اخلاقهما من جهة ولتفضيل ام كلثوم السنباطي على زكرياء احمد في الاعمال الكبيرة، وما قيل عن زكرياء احمد بالنسبة لعامل التفضيل عند ام كلثوم سرى فيما بعد على القصبجي أيضا فدب الجفاء بين القصبجي وزكرياء من جهة وبين السنباطي من جهة ثانية في ذات الفترة انطلقت ام كلثوم في الاعداد لفيلمها الثاني «نشيد الامل» وطلبت من زكرياء والقصبجي والسنباطي تلحين أغاني هذا الفيلم غير ان القصبجي ارتأى ابعاد زكرياء احمد لان قصة الفيلم حديثة وتتطلب الحانا جديدة لا تدخل في نطاق اختصاص زكرياء المتشبث باللون القديم. (يتبع)