بَعيدا عن «الأفلام البُوليسية» التي تعيشها ساحتنا السياسية، تتّجه أنظار الجماهير الرياضية اليوم إلى ملعب مصطفى بن جنات الذي سيكون مسرحا لقمّة فُرجوية بين الاتحاد المنستيري والنادي الصّفاقسي. ويدخل الاتحاد الموسم الجديد بالمدرب «المُغامر» لسعد الشابي الذي اشتغل في النمسا وقطر وبلغ تايلندا لإثراء سِجلّه الرياضي ورصيده البنكي بمساعدة الوكلاء القادرين على تسفير الفنيين واللاعبين إلى الهِند والصّين. ويحلم الشابي بإثبات الذات في بن جنات حيث يتنفّس الناس كرة القدم. ولاشك في أن المدرب الجديد لفريق عاصمة الرباط على دراية بأن طموحات الأنصار عريضة قياسا بالتَقاليد العريقة للمنستير في البطولة والكأس. ومن المُؤكد أن مواجهة اليوم أمام «السي .آس .آس» تُشكّل أفضل اختبار لإتحاد الشابي الحالم بتحقيق انطلاقة قويّة ليدخل قلوب الأحباء ويُبرهن أن الجمعية لن ترضى ب»الغَصرات» التي عاشتها في الموسم الفارط حيث كانت البدايات كَاريثية قبل الإقلاع بفضل عزيمة الرّجال والروح العالية للمدرب لسعد الدريدي المُنتقل إلى «باب الجديد». ومن جانبه، يخوض «السي .آس .آس» لقاء اليوم بمعنويات في السّماء خاصّة أن مُواجهة المنستير كانت مسبوقة بفرحة الكأس. ويأمل صاحب «الأميرة» التونسية في مُواصلة الاحتفالات بفوز بَاهر في بن جنّات مع تقديم أداء كبير يُؤكد أن النادي الصفاقسي سائر بثبات في طريق التَتويجات. ويحتاج «السي .آس .آس» إلى نتيجة ايجابية في ضيافة المنستير ليحافظ على الجوّ الحافل في صفاقس وليُؤكد أيضا أن التعاقد مع المونتينيغري «نيبوشا يُوفوفيتش» من الصّفقات الرابحة والتي قد تُحدث قفزة نوعية في مسيرة الجمعية. العقربي في القلب مِثلما تُفاخر المنستير بمُناضليها ورياضييها وفيهم حيزم وطبقة والبنزرتي فإن صفاقس بأكملها تعيش على ذكريات وابداعات «سَاحر الجيلين» حمادي العقربي الذي يُواجه أزمة صحية نتمنّى جميعا أن «يُراوغها» بمهارته الفنية وعزيمته الفولاذية. ومن واجب كلّ الجهات الميسورة والفَاعلة في عاصمة الجنوب وتونس عُموما السهر على راحته وتمكينه من الأدوية اللاّزمة ولو تطلّب الأمر جلبها من آخر الدنيا. ونقول للعقربي ألف سلامة عليك. البرنامج بطولة الرابطة «المُحترفة» الأولى (الدفعة الثانية من الجولة الافتتاحية) في ملعب مصطفى بن جنات (س18): الإتحاد المنستيري – النادي الصفاقسي (الحكم مختار دبّوس)