كان لأحبّاء اللون الغنائي الراقي والكلمة المهذبة موعد فني ليلة أول أمس مع العازفات في المسرح البلدي بالعاصمة بقيادة أمينة الصرارفي.. الفنّانة التونسية الجزائرية التي أشرفت على هذه الفرقة لمدة عشرين عاما وحرصت دوما على المزج بين روائع الأشعار والموشحات والأزجال واللحن الأصيل وبين مميزات التراث الشعبي الجزائري كما أحلى الأغاني التونسية. سهرة طربية اندرجت ضمن افتتاح مهرجان المدينة في دورته الثلاثين. الجمهور كان متوسط العدد لكنه تفاعل مع العازفات في أغلب ردهات السهرة مرددا معها الألحان الجزائرية الأصيلة متنوعة الطبوع والمالوف أحد أنواع موسيقى الطرب الأندلسي، إضافة الى أروع الأغاني التونسية. استهل العرض بأغنية تحمل عنوان "ابتسامة الحرية" ف"أهلا وسهلا أهلا بكم" وهي أغاني من التراث الشعبي الجزائري بدا وقعها واضحا على الحاضرين من خلال سحر الكلمة واللحن وآداء العازفات. لطفي بوشناق هو الآخر كان حاضرا ليلة أول أمس من خلال أغنية "هذي غنايا ليهم" التي أضفى عليها الكورال نفسا جديدا والحال أنّ صاحب الأغنية عادة ما يصحبها بموال مميز في غاية الروعة. وهاهي أمينة الصرارفي تعود من جديد إلى التراث الجزائري بأغنية "مال حبيبي مالو"، ليكون لأصوات المجموعة النسائية وقعا خاصا وأسلوبا مميزا في الآداء تجعلك تشعر بأنك في قسنطينة أو في إحدى أجمل المدن الجزائرية العريقة. أغنية "كان عمري عشرين" للفنان الكبير الهاشمي القورابي شحنت كذلك فضاء المسرح البلدي بكثير من الأجواء الصاخبة لما تتسم به هذه الأغنية من كلمات مؤثرة خالدة في أذهان كل الأجيال. ثم غنت العازفات أغنية تعد من أروع اغاني التراث الشعبي الجزائري وهي أغنية "إذا تحبيني ما تخبيش علي " تجمع بين سحر الكلمة واللحن الفريد فأغنية "الولف ساهل الفراق ما قدرت عنو" وأغنية "أنا جزائرية" والتي ما إن أعلنت أمينة الصرارفي عن عنوانها حتى رد عليها أحد الحاضرين ردا طريفا قائلا" نحبوك تونسية" لتجيبه قائدة العازفات الفنانة امينة الصرارفي "أنا من أصول تونسية جزائرية.. بعد عشرين سنة من العمل ارتأيت أن أمزج بين اللونين الموسيقيين كما أن المستمع التونسي بحاجة الى الكشف عن ثراء المخزون الموسيقي الجزائري".