كان الشيخ محمد السنباطي في اوج مجده، عندما قدم ابنه رياض ليغني بعده في احدى الحفلات، وكانت دهشة المستمعين الذين حظروا الحفل كبيرة فهم لم يتوقعوا من الفتى رياض ان يغني بصوته الرقيق الهادئ اعمالا لداوود حسني ومحمد عثمان. الانتقال الى القاهرة كانت تلك السنوات من اسعد أيام صباه كان ساحرا في العزف وشاعرا في الغناء غير ان أحلامه ما كانت المنصورة واحوازها قادرة على استيعابها ... كانت أحلامه تتجه الى القاهرة التي تضم اعلاما في الموسيقى والفن الراقي ... لقد اطلق عليه الناس في المنصورة « بلبل المنصورة» ,فلماذا لا يطير هذا البلبل الى القاهرة ويغرد فيها ؟ ... وجاء قرار رياض بالتوقف عن الغناء بعد ان حزم امره على الانتقال الى القاهرة. كانت بداية النزوح الى القاهرة من خلال الرحلات القصيرة التي مكنته من اكتشاف والتعرف على اهل الفن فيها بمساعدة ابيه، والمسارح التي شاهد فيها « منيرة المهدية» تمثل وتغني و» فتحية احمد» تملأ عالم الناس طربا ,ونادية الشامية بجمالها وصوتها وصالح عبد الحي العريف بفنون الطرب وعبد اللطيف البنا بصوته القوي. اقتنع رياض السنباطي ان عليه ترك المنصورة فمكانه بين هؤلاء بين هؤلاء العمالقة ... لذا كان القرار النهائي بضرورة الاستقرار في القاهرة في اول فرصة مناسبة، وكان عليه ان ينتظر عامين قبل ان تتوفر له الفرصة المناسبة لذلك. في 1930 أعلن معهد الموسيقى العربية بالقاهرة عن مسابقة للغناء تتيح للفائز فيها ان يدرس الموسيقى واصول الغناء على نفقة المعهد...وكان عمر رياض في تلك الفترة 23 سنة فتقدم وتحصل على الجائزة الأولى التي خولت له الالتحاق طالبا بالمعهد بقسم الغناء ومدرسا لالة العود لطلاب السنة الأولى. اهتم رياض السنباطي خلال دراسته في معهد الموسيقى العربية بالتدوين الموسيقي اهتماما كبيرا وكسب الرهان بشكل لافت حتى ان الفنان السوري المعروف « جميل عويس الذي كان مدرسا للتدوين ومعنا لالة الكمنجة قال عندما اعياه التهام رياض لهذا الضرب من العلم الموسيقي ,...»لم يبق عندي ما اعلمه لهذا الشاب «في حين ان الفنان الاديب « حسن أنور» فقد اضطر وهو المشرف على فرقة الموشحات بعد اشهر من التحاق رياض ان يسند اليه قيادة فرقة الموشحات بعدان اكتشف معرفته الواسعة لعشرات الموشحات واتقانه المطلق لمختلف ضروبها واوزانها إضافة لفن الدور الهام والاساسي في الحفلات الغنائية. يتبع