تونس (الشروق): تتزاحم بمدينة قفصة كثير من المعالم الأثرية الشامخة التي حافظت على وجّودها في دلالة على الحقبات الحضارية والتاريخية المتعاقبة إلى جانب تعدّد المعالم الإسلامية والزوايا العامرة. وتعتبر الجهة موقعا للنظال الوطني في التاريخ القديم والحديث وخصوصا في فترة مقاومة الوجّود الاستعماري الغاشم من خلال مساهمة العديد من المقاومين والمناضلين على غرار القادة الأشدّاء لزهر الشرايطي – البشير بن سديرة – الحسين بوزيان – عبد العزيز العكرمي – الشاذلي القطاري و غيرهم كثر ممّن فدوا الوطن بالأرواح الطاهرة. وتخليدا لهذه البطولات ووفاء لتاريخها والسّير العطرة لرجالاتها سمّيت العديد من الشوارع والأنهج بأسمائهم مثل فرحات حشاد – الطيب المهيري – علي بلهوان – المنجي سليم وغيرهم. هذا إلى جانب نهج محمد علي الحامي الذي يمتدّ شمالا بداية من مفترق شارع الطيب لمهيري وصُولا إلى ساحة باستور ويتوسّط هذا النهج خصوصا مقرّ الإتحاد الجهوي للشغل بقفصة الذي يقابله النصب التذكاري لشهيد الوطن شكري بالعيد. ويبقى هذا النهج مركز إشعاع نضالي وموقعا يوميا للقاء القواعد ويعتبر النهج حيّا طبيّا نشيطا إلى جانب تواجد العديد من المؤسسات المالية والتربوية والمحلات الخدماتية والتجارية التي تتزاحم على جوانب الأرصفة. وتاريخيا ولد الزعيم محمد علي الحامي في 15 أكتوبر 1890 بحامة قابس وتوفي في 10 ماي 1928 وهو حاصل على شهادة دكتورا في الاقتصاد السياسي وعُرف في حياته بأفكاره اليسارية الثورية وأسّس أول منظمة نقابية في تونس والوطن العربي تحت إسم جامعة عموم العملة التونسيين وذلك في نوفمبر 1924 وقد عرفت قياداتها المُلاحقة والمحاكمة والسجن والنفي. هذا واشتهر محمد علي الحامي بمقاومته الشديدة والعلنية للميْز العنصري ورأس المال الأجنبي ومناصرته لذوي الحاجة من الفقراء والعمال وتميّز بكفاحه الاجتماعي رفقة عدد من الأسماء الوطنية على غرار إبن موطنه الطاهر الحداد.