قال المخرج التلفزيوني المنصف البلدي ل«الشروق» أنه يعمل حاليا على جمع المزيد من المراجع والوثائق التاريخية النادرة لمواصلة صياغة سيناريو عمله التلفزيوني التاريخي «سنابك النار» الذي شرع في اعداده منذ أكثر من سنة. وأشار المنصف البلدي :إن مسلسل «سنابك النار» سيكون في ثلاثين حلقة ويروي الفترة التاريخية التونسية من 1885 الى 1924... وهي فترة تميزت باندلاع الشرارة الأولى للكفاح الوطني ضد الاحتلال الفرنسي البغيض، كما يتوقف هذا العمل عند معركة الجلاّز سنة 1911 وتأسيس الحزب الحر الدستوري التونسي كأول حزب وطني يتأسس بالبلاد التونسية وكان ذلك في مارس 1920 بقيادة الزعيم عبد العزيز الثعالبي وقد أصبح هذا الحزب يعرف بعد سنة 1934 بالحزب الدستوري القديم بعد تأسيس الحزب الحر الدستوري الجديد بقيادة الزعيم الحبيب بورقيبة في 2 مارس 1934.
بن سديرة والدغباجي
وكشف المنصف البلدي في جانب آخر من هذا اللقاء ان هذا المسلسل سيتوقف عند نضال مقاومين ضد الاحتلال الفرنسي: البشير بن سديرة ومحمد الدغباجي. فالأول كان من أوائل الذين أعلنوا العصيان عن الجيش الفرنسي بالفرار بسلاحه وتنفيذ هجومات على المحتل شأنه في ذلك شأن العديد من الذين جنّدهم الاحتلال الفرنسي...
وتذكر كتب التاريخ في هذا المجال انه في 2 جانفي 1920 بينما كانت ثورة البشير بن سديرة على النظام الاستعماري بمناطق الجنوب التونسي على أشدها اندلعت ثورة وطنية بقيادة المناضل محمد الدغباجي وسرعان ما التف حوله عدد كبير من المجاهدين واتخذ الدغباجي من الجبال الممتدة من الحدود التونسية الليبية شرقا الى جهة قفصة غربا مركزا لعملياته.
وفي قفصة كان اللقاء بين الثائرين بن سديرة والدغباجي ونفّذا عديد العمليات المشتركة ضد أعوان الجيش الاستعماري... منها على وجه الخصوص معركة «خنقة عيشة» الواقعة على الطريق الرابطة بين قفصة وقابس، وقد أدت هذه المعركة الخالدة الى هزم أعوان السلطة الاستعمارية وغنم الثوار كمّا هائلا من الأسلحة والذخيرة وكان ذلك سنة 1919.
العربية الفصحى
وجوابا عن سؤال حول اللغة المعتمدة في صياغة أحداث هذا المسلسل قال المنصف البلدي: انها العربية الفصحى تفاديا لما قد تحدثه اللهجة العامية من اشكاليات على مستوى نطق بعض الكلمات. ويعتبر المنصف البلدي ان هذا العمل الدرامي مغامرة ورهان سيعمل على كسبه.