يتخوف الاولياء والعديد من المربين من تعطل العودة المدرسية الجديدة في عديد المؤسسات التربوية بسبب تراكم الشغورات وتكرر سيناريوهات السنوات الماضية بسبب النقص المسجل في اطار التدريس في الابتدائي والثانوي. تونس(الشروق) على ابواب العودة المدرسية المقررة هذه السنة ليوم الثلاثاء 17 سبتمبر 2019 تعددت مخاوف الاولياء هذه السنة من تكرر سيناريو السنوات الماضية من تعطل انطلاق العودة الدراسية في عديد المؤسسات بسبب تراكم الشغورات التي تناهز 2300استاذ و15الف معلم. مشاكل عديدة الى جانب الاولياء لا يخفي الاساتذة ونقابتهم المخاوف من سنة دراسية متعثرة وقد صرح الكتاب العام للجامعة العامة للتعليم الثانوي لسعد اليعقوبي لوسائل الاعلام مؤخرا أن الجامعة العامة للتعليم الثانوي طلبت التفاوض مع وزارة التربية بخصوص الاصلاح التربوي وتطوير المدرسة . وأشار الى أن السنة الدراسية 2019-2020 ستنطلق بمشاكل متعددة و متراكمة أهمها غياب الاصلاح التربوي الذي وعدنا به التونسيين. واضاف ان المشكل الاساسي هو عدم اتخاذ الحكومة قرارا جديا في الافراج عن الانتدابات واعتماد سياسية انتداب واضحة لسد الشغورات الحاصلة في عدد من المؤسسات التربوية. من جهة اخرى يرى الملاحظون ان تواصل اشغال صيانة المؤسسات التربوية خلال العودة المدرسيّة الجديدة على غرار السنوات الماضية تعد من بين المؤشرات التي لا تطمئن الولي والمربي بعودة ناجحة هذا بالإضافة الى الارتباك الكبير الذي صاحب عمليات التسجيل عن بعد التي كانت مقررة عبر بطاقات من البريد ثم تم التراجع عنها واقرار الترسيم عبر الجوال. وعموما فانه في المحصلة يبدو ان الاولياء والاطار التربوي غير متفائلين تجاه تحسن مناخ العودة المدرسيّة لهذا العام في الوقت الذي تدافع فيه الوزارة عن برنامجها الخاص بالانتداب والصيانة. شغورات ويشار الى انه في السنوات الاخيرة تسبب تراكم الشغورات في تعطيل الدروس في عديد المؤسسات التربوية في السنوات الماضية بسبب تأخر تعيين المدرسين النواب والنقص المسجل في اطار التدريس الذي يصل الى الآلاف في الابتدائي ويقدر ب2300شغور في الثانوي حسب مصادر نقابية. وقد وصل الامر الى حد اعفاء تلاميذ في جهات باكملها من مادة العربية نظرا لانهم لم يدرسوها طيلة السنة وقد تضرر تلاميذ جهات عديدة من هذا الوضع خاصة وان الشغورات تشمل مواد اساسية مما سيتسبب في تراكم الثغرات التعليمية لهؤلاء التلاميذ وسيؤثر على تكوينهم ونتائجهم في السنوات القادمة. واثارت الشغورات خاصة في الابتدائي غضب عديد الاولياء الذين طالبوا بحق ابنائهم في التعلّم. كما شهدت عديد الجهات خلال السنة الماضية حالة توتر واحتقان داخل المؤسسات التربوية التي تعطلت فيها الدروس بسبب ارتفاع حجم الشغورات والاكتظاظ داخل قاعات التدريس بالإضافة الى تدهور البنية التحتية وتراكم حجم الاعتداءات على الإطار التربوي في غياب قانون يجرمها. وللاشارة فانه في جهة المهدية وحدها تقدر الشغورات ب764معلما و60استاذا وهناك جهات اخرى اكثر تضررا من نقص المربين منها القيروان والقصرين وتطاوين.. ويرى المراقبون ان ما تعيشه اليوم اغلب المؤسسات التربوية من تعطل دروس بسبب الشغورات التي تصل في الابتدائي وفق التصريحات الرسمية الى 15الف معلم وفي الثانوي 2300استاذ وهو وضع لن يتحسن مع تعطل اصلاح المنظومة التربوية واهتراء البنية التحتية لعديد المؤسسات التربوية التي بني جلها بعد الاستقلال. وبالإضافة الى كل ذلك فان انتشار العنف في الفضاء المدرسي اجج الوضع داخل المدارس الابتدائية والإعدادية والمعاهد الثانوية وخلق جوا مشحونا في صفوف اطارات التدريس وهو ما من شانه ارباك سير الدروس في صورة عدم الإسراع في حلحلة مختلف المشاكل العالقة وهو ما يفرض على سلطة الاشراف والحكومة ضرورة التعجيل في لملمة مختلف الإشكاليات وايجاد الحلول الجذرية دفاعا عن المؤسسة التربوية العمومية. الفاهم نصر الكاتب العام المساعد للنقابة العامة للتعليم الأساسي ل«الشروق» شغورات الابتدائي تصل الى 15الف معلم صرّح الفاهم نصر الكاتب العام المساعد للنقابة العامة للتعليم الأساسي ل»الشروق» ان الشغورات في الابتدائي وفق التصريحات الرسمية تناهز 15الف معلم وسوف يتم تجاوزها عبر انتداب 2200من المعلمين النواب كما سيتم لأول مرة منذ سنوات انتداب بالملفات خريجي مدارس التربية في حدود 2500معلم اما باقي الشغورات فسيتم تجاوزها عبر المتعاقدين. وفي خصوص توقعاته بخصوص السنة العودة المدرسية ذكر ان كل ما يجري لا يخدم المؤسسات العمومية ويساهم في هجرة التلاميذ الى القطاع الخاص وذلك بسبب توقف الانتدابات منذ 2016وهو ما لا يخدم المنظومة التربوية الحالية. فخري السميطي الكاتب العام المساعد للجامعة العامة للتعليم الثانوي شغورات كبيرة في الرياضيات والعربية والرياضة ذكر فخري السميطي الكاتب العام المساعد للجامعة العامة للتعليم الثانوي ان هناك شغورات في عديد الجهات والمواد الاساسية وتقدر في الثانوي والاعدادي بنحو 2300شغور خاصة في الرياضيات التي تراكمت منذ فترة ناجي جلول في 2015اذ كانت في حدود 350استاذا ولم يتم وقتها قبول سوى 30منهم وخلال السنوات الماضية تراكم النقص المسجل في العديد من المؤسسات التربوية ويقدر بنحو 300استاذ كذلك تشهد مادة العربية نقصا هاما اذ تم في السنة الماضية اعفاء عديد التلاميذ من هذه المادة في الامتحانات لانها لم تدرس طيلة السنة في عدد من الجهات منها زغوان وجندوبة وعموما رغم الانتدابات التي ستقوم بها وزارة الاشراف الا ان النقص سيظل متواصلا في المواد الكلاسيكية التي كانت في السبعينات من بين المواد التي كانت تشهد اقبالا كبيرا في السابق منها اللغات والرياضيات ذلك ان عددا هاما من الأساتذة في هذه الاختصاصات تم احالتهم على التقاعد دفعة واحدة دون ان يتم تعويضهم على عكس اختصاصات اخرى جديدة منها الاعلامية والذين لم يبلغ جلهم التقاعد. واضاف السميطي ان نقصا كبيرا ايضا تم رصده في اساتذة التربية البدنية الذين يعودون بالنظر الى وزارة الشباب والرياضة ويقدر هذا النقص في ولاية القيروان وحدها ب200استاذ وبمنوبة 100استاذ وبمدنين ذلك انه من 2010لم يتم اجراء انتدابات في هذا المجال وللتذكير فانه في سائر الاختصاصات يتم التعويل على الاساتذة النواب لكن في الرياضة فان الشغورات عميقة وليس لها من حلول وهي بصدد التراكم من سنة الى اخرى. ومن بين اسباب نقص الاساتذة في عديد الاختصاصات حسب محدثنا الى جانب عدم تعويض الذين خرجوا في التقاعد ايضا عدم تعويض الاساتذة الذين تم نقلهم الى مؤسسات تربوية اخرى وهي معضلة تعاني منها عديد الجهات منها القيروان ومدنين وقبلي وتطاوين وقابس والقصرين.