تعطلت الدروس في عديد المؤسسات التربوية بسبب تأخر تعيين المدرسين النواب والنقص المسجل في اطار التدريس الذي يصل الى الآلاف في الابتدائي ويتجاوز 900شغور في الثانوي اثر انتداب 1200استاذ وفق تصريحات الجهات الرسمية. تونس(الشروق): وقد اثارت الشغورات خاصة في الابتدائي غضب عديد الاولياء الذين طالبوا بحق ابنائهم في التعلّم بعد مرور شهر على انطلاق العودة المدرسية. كما تشهد عديد الجهات في البلاد حالة توتر واحتقان داخل المؤسسات التربوية التي تعطلت فيها الدروس بسبب ارتفاع حجم الشغورات والاكتظاظ داخل قاعات التدريس علاوة على تدهور البنية التحتية وتراكم حجم الاعتداءات على الإطار التربوي في غياب قانون يجرمها. ففي جهة القصرين وسلطانه تعطلت الدروس امس بسبب نزول الأمطار والمخاوف من المخاطر المنجرة عنها على التلاميذ وفي المهدية والكاف وجهات عديدة اخرى تعطلت الدروس بسبب نقص الاطار التربوي الامر الذي اجج العديد من الاحتجاجات في صفوف المعلمين النواب في بعض المندوبيات الجهوية للتربية ويشار الى ان عددا من الاولياء يعتزمون مقاضاة وزارة الاشراف بسبب تعطل دروس ابنائهم كما عقدت امس النقابة العامة للتعليم الاساسي هيئتها للنظر في هذا الوضع وضبط تحركاتها في ظل الشغورات الكبيرة المسجلة. وأشار كاتب عام مساعد نقابة التعليم الثانوي نجيب السلامي ل»الشروق» ان المشاكل التي رافقت العودة المدرسية المتعثرة سببها ارتفاع حجم الشغورات المسجلة في عدد المدرسين والعملة سواء في التعليم الابتدائي او الثانوي الى جانب أزمة الاكتظاظ داخل قاعات التدريس التي وصلت في البعض منها الى 48 و49 تلميذا في القسم الواحد بسبب ارتفاع عدد التلاميذ غير المبرمج والرجوع الى نظام الفرق في العديد من المدارس الابتدائية ببعض المناطق الداخلية ( سيدي بوزيد ، القصرين ، سليانة ومدنين) وتواصل اشغال الصيانة والترميم في العديد من المدارس والمعاهد الى جانب ارتفاع ظاهرة الاعتداءات على الاطارات التربوية في ظل غياب قانون يجرم هذه الظاهرة... ويشار الى ان هذا الاحتقان والغضب الذي يسود الأجواء العامة في للمؤسسات التربوية ترجمته تهديدات بالتصعيد في صفوف المدرسين واحتجاجات في صفوف عملة التربية الذين أطلقوا مؤخرا نداء استغاثة مطالبين بسد الشغور الحاصل باعتبار انه ومنذ سنة 2014 لم يقع تعويض من غادروا للتقاعد. ويرى المراقبون ان ما تعيشه اليوم اغلب المؤسسات التربوية من تعطل دروس بسبب الشغورات لم تغيره الوعود التي تقدمت بها مختلف الحكومات المتعاقبة باصلاح الوضع الامر الذي اجج الوضع داخل المدارس الابتدائية والإعدادية والمعاهد الثانوية وخلق جوا مشحونا في صفوف اطارات التدريس وهو ما من شانه ارباك سير الدروس في صورة عدم الإسراع في حلحلة مختلف المشاكل العالقة وهو ما يفرض على سلطة الاشراف والحكومة ضرورة التعجيل في لملمة مختلف الإشكاليات وايجاد الحلول الجذرية دفاعا عن المؤسسة التربوية العمومية. ويشار الى ان نقابات التعليم كانت قد حذرت قبل انطلاق السنة الدراسية من تبعات فشل الجلسات التفاوضية بينها وبين وزارة التربية وهددت بالتصعيد وهو ما قد يزيد من مخاوف الاولياء من تردّي الأوضاع في المؤسسات التربوية ومن مزيد تعطل الدروس عبر اقرار تحركات ميدانية في الفترة المقبلة وهو ما من شانه ان يهدد مستقبل آلاف التلاميذ ويعيد سيناريو السنة الفارطة وما شهدته من تعثرات ومشاكل كادت تعصف بالسنة الدراسية لولا تدخل مختلف الأطراف وتقديم تعهدات الامر الذي دفع بعديد الاولياء للهروب الى المدارس الخاصة وتصاعد المخاوف على المدرسة العمومية.