تحتاج المئات من المؤسسات التربوية الى اشغال صيانة وتعهّد وذلك لتوفير المناخ الملائم للتدريس الا ان هذه الأشغال تبدو متعطلة ونحن على مسافة ست اسابيع فحسب من العودة المدرسيّة ! تونس الشروق: رافقت العودة المدرسيّة العام الماضي صورا مأساوية لتلاميذ يدرسون تحت خيمات من البلاستيك وفي ساحات المدارس بسبب عدم استكمال اشغال الصيانة. صور كان لها تاثيرا واسعا لدى عموم التونسيين والذين اعتبروا ان في تلك الصور اهانة للتلميذ والمدرّس والمدرسة ولقيمة التعليم في تونس والذي ظلّ المجال الوحيد المنتج للكفاءات الوطنية ولرأس المال البشري. كما أفرز تواصل اشغال الصيانة تحركات احتجاجيّة واسعة للإطار التربوي والتلاميذ والأولياء طلبا للاسراع باستكمال الأشغال والتي أفرزت مناخا غير ملائم للتدريس. وتفاديا لتكرار تلك الصور طرحت «الشروق» سؤالا حول اشغال الصيانة والطلاء والتعهد من اجل مناخ ملائم للتدريس بالنسبة للتلاميذ والاطار التربوي فكانت الاجابة من خلال شهادات عدد من الاولياء هي غياب اي ملامح للصيانة والتعهد خلال هذه العطلة. تعطّل «ليس هناك اي مؤشرات للتهيئة والصيانة في المؤسسات التربوية وهذا ان دلّ على شيء فهو يدل على غياب البرنامج المسبق إذ يُفْترض ان يعود التلاميذ الى مؤسسات تربوية مهيئة وفيها مناخ ملائم للدراسة لكن يبدو ان وزارة التربية تتعامل مع الملف وكأنه وليد الساعة» هكذا يقول رضا الزهروني رئيس جمعية الاولياء والتلاميذ. كما قال الزهروني انه من الضروري تشريك المجالس البلدية التي تتمتع اليوم بالشرعية القانونيّة والتواجدية في هذا الملف وذلك لبرمجة ومصاحبة عمليات الصيانة في المؤسسات التربوية فهذه المجالس هي طرف مهم وفاعل في محيط المؤسسة التربوية. واكد الزهروني على ضرورة اجراء اشغال الصيانة الضرورية في اقرب الآجال لتوفير مناخ ايجابي للتدريس. شغورات من جهته قال نجيب السلامي عضو نقابة التعليم الثانوي ان تحسين البنية الاساسية كان من ضمن المطالب الرئيسية للنقابيين وذلك حتى يتم استكمال اشغال الصيانة في آجالها. وتوقع السلامي ان يرافق التعطّل واستمرار الأشغال العودة المدرسيّة هذا العام وبالتالي توفر ذات مؤشرات التعطّل التي رافقت العودة خلال السنة المدرسيّة المنقضية قائلا «نحن بالتعاون مع وزارة التربية بصدد ضبط مقاييس في المؤسسات التربوية ذات الاولوية العاجلة في التدخل». ولفت الانتباه الى عائق اخر سيواجهه العودة المدرسيّة الا وهو الشغورات موضحا «الكثير من النقابات الجهوية بدأت تتحرك على مسألة الشغورات والتي ارتبطت ايضا بوضع البنية الاساسية في بعض المؤسسات اذ ان وجود قاعات غير صالحة للتدريس افرز اكتظاظا في الاقسام». في المحصلة يبدو الاولياء والاطار التربوي غير متفائلين تجاه تحسن مناخ العودة المدرسيّة لهذا العام في الوقت الذي تدافع فيه الوزارة عن برنامجها الخاص بالتعهد والصيانة.