وحدهم المعتقلون الفلسطينيون قادرون على توصيف جرائم الحرب التي يمارسها الكيان الصهيوني داخل المعتقلات والسجون. فقد دخل أكثر من مائتي أسير فلسطيني في واحد من معتقلات الاحتلال الصهيوني، في إضراب مفتوح عن الطعام... والحقيقة، هناك إرادة دولية تحمل بذور الخيانة للشعب الفلسطيني... إذ هذا هو المجتمع الدولي الذي تعهد بالملف الفلسطيني وتعهّد كذلك بملف اللاجئين والأسرى الفلسطينيين لكن شيئا من هذه التعهدات لم تحترم... الأسرى والأسيرات من أبناء وبنات فلسطين، هم الآن في مرحلة نضال من أجل ظروفهم وأوضاعهم الحياتية داخل السجون والمعتقلات التي يشرف عليها الاحتلال... سجون ومعتقلات الاحتلال، تفتقر إلى أدنى مقوّمات الحياة، بل أكثر من هذا، فإن المعلومات الموثّقة عن سجن الدامون، حيث تؤكد «الحركة الأسيرة» الفلسطينية، أن المطالبة الآن هي في مستوى «إزالة الأجهزة المسرطنة» وهي أجهزة تشويش، تؤذي حد الموت سجناء وسجينات الاحتلال الصهيوني، من أبناء فلسطين... الحقيقة ليست هذه المرة الأولى التي تكشف فيها الدوائر الفلسطينية المعنية بوضع السجناء والمعتقلين الفلسطينيين، عن جرائم السجون والمعتقلات الصهيونية... كما أن هذه الانتفاضة في شكل «البطون الخاوية» التي يخوضها الأسرى والأسيرات الفلسطينيون، ليست الأولى كذلك، نظرا إلى أن سلسلة جرائم الحرب الإسرائيلية التي ما فتئت قوات الاحتلال الصهيوني تمارسها، هي متواصلة منذ 1948 إلى الآن... أين المجتمع الدولي الذي دمّر فلسطين بإسناده شهادة ميلاد كيان، جرائمه لا يستوعبها ولا يقبلها لا ميثاق الأممالمتحدة (1945) ولا الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (1948) وترفضها بنود اتفاقيات جنيف الأربعة لسنة 1949... لقد تنطّعت إسرائيل على كلّ النواميس والقرارات والاتفاقات الدولية، ولا تزال بيد أن المجتمع الدولي لا نراه يحرّك ساكنا، تجاه هذه الفظاعات... هؤلاء أسرى حرب، وليسوا غير ذلك، وهم بالآلاف يعدّون عبر كل فلسطينالمحتلة، بيد أننا لا نرى صوتا ولا أصواتا تندد بالوضعية الحقوقية للأسرى الفلسطينيين. إن العالم يمر من خلال قضية فلسطين وحدها بأزمة أخلاقية... لكن كلما قصّرت المجموعة الدولية تجاه جريمة العصر في فلسطين، كلما أثقلت كاهلها، ب«شِرْعة» جديدة قوامها: المكيالان والوزنان، في التعاطي مع قضايا حقوقية إنسانية وأيضا في مستوى التعامل مع قضايا التحرر في العالم!