لو أمكن للمجتمع الدولي أن يكبح جماح إسرائيل، ويثنيها عن جرائمها ضد الشعب الفلسطيني لما طالعتنا كل هذه الفظاعات الاستعمارية في فلسطين والتي تستهدف العزّل والأسرى والأطفال والنساء.. تستهدفهم في أدنى حقوقهم ومنها حرمة الأسير.. الصور التي كشف عنها مركز حقوقي فلسطيني توضّح ان الصلف الاسرائيلي والجريمة الاستعمارية في فلسطين ليس لها حدود... ولا رادع لها بما ان جنود الاحتلال، يعتدون على الأسرى ويستفزونهم وهم في وضعية قانونية، من المفترض ان لهم حقوقا على جلاديهم.. صور لأسرى فلسطينيين، نساء ورجال معصوبي الأعين تحت سياط واستفزاز جنود الاحتلال في حين اتفاقية جنيف الرابعة تحمي الأسير وتكفل له حقوقه زمن الحرب.. إسرائيل تأتي كل هذه الجرائم ضد الانسانية وبهذا التحدي والصلف اللذين تبدو عليهما آلة وجنود الاحتلال لأنها على يقين أنها كيان فوق القانون... لا أحد قادر اليوم على قلب الموازين وتصحيح الوضع لمحاسبة هذا الكيان الذي يعتدي على حقوق الانسان ألف مرة في اليوم، تجاه أهل فلسطين وشعبها... وإسرائيل، تهدد الفلسطينيين وتتوعدهم، ان هم طالبوا مجرد المطالبة بحقهم كطرف واقع تحت الاحتلال، لنقل قضيتهم الى رحاب الأممالمتحدة لأنها على بيّنة بأنها هي الطرف الأقوى في زمن «قانون الأقوى» هو الذي يسود ويُطبّق... ما كشفته الصور المشار اليها الصادرة عن مركز «أحرار» والتي تبيّن فيما تبيّن كيف أن جنودا إسرائيليين يرقصون خلف أسيرة فلسطينية معصوبة العينين ويداها مقيّدتان الى الخلف، لهي مظاهر سادية، لا نقاش فيها وتحمل آثار جريمة حرب من المفترض ان تخضع كامل هذا الكيان الى المحاسبة.. لكن إسرائيل لا تعبأ بهذا الأمر، لأنها تعرف جيّدا ان مثل هذه الصور والدلائل والقرائن القانونية، لا يمكن ان تكون وسيلة لمحاسبتها، لأنها كيان فوق القانون... وفوق الانسانية.. إن محنة الشعب الفلسطيني، تجاوزت كل وصف فهي الآن محنة بحجم «تراجيديا» يونانية لكثرة ما دفع هذا الشعب من دماء وتضحيات من أجل الحرية.. تعذيب المعتقلين الفلسطينيين.. وأسرهم وقتلهم... كلها سمات مميّزة للاحتلال الاسرائيلي، ولكن المجتمع الدولي فضّل السكوت على الجريمة... وهو يعلم جيّدا ان الصمت تجاه الجريمة... هو مشاركة فيها..