سيمر الوقت سريعا وستنتهي الحملة الانتخابية وسيحل موعد الانتخابات ويكون هناك رابح وحيد من ضمن 25 جريحا انتخابيا في سباق الرئاسية. لا نعلم بعدُ ملامح هذا الرئيس القادم وكيف ستكون علاقته بالقانون وبالحريات والمساواة وبالعدالة الاجتماعية والعدالة البيئية ولا مدى ضمانه لملامح الدولة الاجتماعية الضامنة لحقوق الفئات الهشة وللعدالة في الخدمات الأساسية كالصحة والتعليم والنقل. سيكون لنا رئيس وسيكون لنا 25 جريح انتخابات يبدو ان بعضهم يخوض حملته ب "إمّا اربح أو اربح". يشعرنا هؤلاء المتحفزون للفوز الرافضون لأي شكل من اشكال الخسارة بانهم فارون من شيء ما. هذه الانتخابات تبدو مختلفة عن سابقتيها بكثير فانتخابات 2011 كانت موسما للغنيمة السياسية وانتخابات 2014 كانت أيضا موسم غنيمة وامتيازات سياسية ولكن انتخابات 2019 تبدو كسفينة نجاة فمن لا ينجح في الانتخابات يخشى ان يكون محلّ تتبع إذا ما فقد أي حصانة يوفرها له المنصب لأجل هذا نرى تسابق محموم في مناخ انتخابي غير سليم حتى ان بعض المترشحين محلّ شبهة وتتبع عدلي. إلى اين نمضي بهكذا مشهد؟ لا تبدو الإجابة سهلة في ظلّ وجود مترشحين يقتنعون بأنّ ما يحصل هو قدرنا: فإمّا أنا أو الطوفان؟ هؤلاء بالذات لا يعلمون بان فشل طموحهم سيكون آخر الانهيارات التي تعيشها تونس.