مكتب سليانة «الشروق»: سميت باسم «حمام السخون» لتموقعها وسط المنطقة إضافة إلى أن مياهها ساخنة على مدار الفصول الأربعة وتبعد عن عمادة حمام بياضة قرابة ال4 كيلومترات وعن مدينة الكريب قرابة 20 دقيقة مشيا بالسيارة وبحيط بها جبل «المرقب» ذو الكثافة الغابية الهائلة وتنتشر من جوانبها الأربعة سهول منبسطة خضراء توحي بإطلالة فصل الربيع . هذه هي منطقة «حمام السخون» الحالمة التي تؤم كثافة سكانية محترمة يحدوا أهاليهم الطيبة والكرم ويتطلعون إلى غد أفضل بعدما نهشت البطالة أجسادهم كيف لا وكنز دفين أمام مرأى أعينهم يلامسونه ولا يستطيعون استغلاله جاهدوا واشتكوا وراسلوا من أجل الاستفادة من خيراته التي ظلت مقبورة لعقود خلت لكن شكواهم لم تجد أذانا صاغية وظلّ حلمهم بتحقيق مركب استشفائي وسياحي ضخم يراودهم كلّ سنة إلى حين استيقظوا وبقي الحلم حلما والواقع واقعا ولم يتغير لذلك أي شيء من طموحهم المشروع المتمثل في بناء هذا المشروع الضخم لماله من فائدة ليس على الجهة والولاية فقط بل على البلاد قاطبة لان ما يحتويه ماء «الحمام» من فوائد جمّة ،لا يوجد لها مثيل بكامل التراب التونسي وحتى الافرنجي لان كل من حلوا بالحمام للتداوي أيقنوا مدى قيمته في معالجة عديد الأمراض الجلدية المستعصية على الطبّ الحديث. أصل الماء الساخن ينحدر من أعلى قمّة جبل «المرقب» التابع للمنطقة منذ قرون خلت حيث لم يتغير لا طعمه (الّذي يؤدي إلى الملوحة) ولا قوّة منسوبه ولا حتى طبيعته كعلاج للمرض. فحمام السخون الحائز على قرابة 3 هكتارات يتموقع وسط صخور كبيرة الحجم تقود حسب محدثنا الشاب إلى الآلاف من السنين. وعند معاينتنا للحمام عن قرب يعتريك عند المدخل فتحة صغيرة ومن قبلها «حفرة» مملوءة بالماء ارتفاعها يزيد عن المتر وتستطيع استقطاب أكثر من 5 أناس للاستحمام في ذات الوقت بعد المدخل بقليل يتواجد بالداخل ساحة دائرية كبيرة ويتوسطها بئر عميقة يستغلها الوافدون على الحمام عندما يكون الطقس ممطر ولا يساعد على الاستحمام بالخارج. فالماء طبيعي «بالحمام «و يحتوي على مادة الكبريت ومن خلال هذه الميزة جعله قبلة للعديد من العباد بالبلاد التونسية إضافة إلى البعض من الجالية الجزائرية والبعض من السياح الّذين بلغتهم إخباره وفائدته حيث أثبتت التجارب مداوته لكلّ الأمراض الجلديّة بما فيها أمراض الحبوب بالجسم ومرض البرد والمفاصل بالإضافة إلى انه للتداوي من هذه الأمراض التي عادة ما تكون مستعصية على الطب الحديث يجب على وافد هذا الحمام الاستمرار في الاستحمام لمدّة أسبوع على الأقل للعلاج منه بصفة نهائية وكم من حالة مرضية من هذا النوع تعافت وكم من زائر أعاد الكرّة للمنطقة لما لهذا الحمام من منافع جمة.