على بعد 12 كلم غربي مدينة الكاف سلكنا طريقا معبدا به منحدرات كبيرة، ومناظر طبيعة خلابة. أين وجدنا «حمام ملاق»، المعلم الأثري الذي هو عبارة عن نبع حار، على ضفاف وادي ملاق وسط غابات الصنوبر الحلبي الرائعة. وقد تم ذكرهذا المعلم في العديد من الروايات التاريخية لعل أشهرها التي تتحدث عن توقف الإمبراطور الروماني «هادريان» للاستحمام به في القرن الثاني للميلاد. حيث بنوا له هذا الحمام وتفنن البناؤون في تشييده ليجعلوا منه تحفة معمارية... وقد أفادنا السيد فتحي المرزوقي المتسوغ لهذا الحمام قائلا : لهذا الحمام عدة فوائد علاجية منذ القدم منها : علاج الأمراض الجلدية والحساسية وأمراض المفاصل . إضافة إلى عدة أمراض أخرى. وقد طال الحديث عن بعث مشروع لمحطة استشفائية به لتطوير السياحة الاستشفائية بجهة الكاف. ولكن هذا الحلم لم يتحقق إلى الآن. فهذا الحمام يأتيه عدد كبير من السياح من كافة أصقاع الدنيا رغم النقص الكبير في المرافق الأساسية من ماء صالح للشرب وتنوير. مما جعلنا نستعمل الطاقة الشمسية. وعمره يرجع إلى 2200 سنة خلت. وقد بقي على شكله المعماري القديم لم يتغير منه أي شيء إلا من بعض الترميمات البسيطة. ورغم هذا يأتيه المواطنون من كامل تراب الجمهورية وينصبون الخيام حوله، ويبقون بالأشهر للتداوي بمياهه. فمنهم من أتى على كرسي متحرك ولكنه رجع يمشي على رجليه. فهذا الحمام يعد من المعالم الفريدة من نوعها ببلادنا. وقد اسند إلى مستثمر خاص ليحوله إلى مركز استشفائي ولكن انعدام الماء والكهرباء عطلا إنجاز هذا المشروع. فهذا المستثمر يريد بناء قرية استشفائية به حسب مواصفات تتماشي مع طابع الجهة وتستقطب السياح من الداخل والخارج مع المحافظة على الطابع المعماري لهذا الحمام لأنه معلم اثري . ونحن في انتظار هذا الإنجاز بفارغ الصبر حتى يوفر بعض مواطن شغل لشباب هذه المنطقة المهمشة منذ عقود . وهنا تدخلت «حدة عمري» والدة المتسوغ قائلة : نحن بهذه المنطقة نشرب من « وادي عنق» الذي يسبح به الخنزير والأطفال إضافة إلى غسل الفرش والثياب. وطلبنا الوحيد من الحكومة مدنا بماء صالح للشرب حتى نحس بآدميتنا وننعم كغيرنا بشربة ماء نظيفة.