استحسنوا وثمنوا واستهجنوا ... هكذا كانت انتقادات وانطباعات عدد من المثقفين والفنانين حول المناظرات التلفزية للمترشحين للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها والتي امتدت على ثلاثة ايام آخرها ليلة امس بمقر التلفزة التونسة. تونس «الشروق» هذه المناظرات التي لقيت متابعة كبرى من قبل الشعب التونسي لقيت ايضا عدة انتقادات وبين مستحسن ومستهجن لها اكد عدد من المثقفين للشروق ان هذه التجربة تحسب لتونس التي تسير بخطى ثابتة نحو تكريس الديمقراطية في حين اعتبرها البعض الآخر منقوصة شكلا ومضمونا. وهو ما ذهبت اليه الممثلة ليلى الشابي التي رأت انه كان من الأجدر وضع المترشحين في حلقة تناظر فيما بينهم ليحدث نقاش وتبادل للأفكار ... تضيف صاحبة الرأي " لكن يبدو ان التخوف من حدوث الخصومات والتشنج جعلهم يلتجئون الى هذاالنوع من المناظرات التي بدت جافة روتينية ومملة اعتمدت طريقة السؤال والجواب وكانها مسابقة بين المعاهد على حد وصفها"... ليلى الشابي اعتبرت ان هذه الطريقة في المناظرة لم تعط اي فكرة واضحة للناخب حول المترشح خاصة مع ضيق الوقت الذي يتم إسناده للمترشح للإجابة عن الأسئلة اذ لا يتمكن هذا الأخير من إيصال المعلومة للمشاهد كما يجب حسب تعبيرها... الشابي ترى ايضا انه كان لابد من التركيز اكثر على الإجابات بدلا من إلقاء الأسئلة بطريقة عشوائية ... من جهة اخرى انتقدت محدثتنا كثرة االمترشحين الذي سيساهم في تشتيت الأصوات مؤكدة على ضرورة سن قانون يحدد شروط معينة ومضبوطة للمترشح حتى يتم الحد من هذه الفوضى التي تسيء بطريقة او بأخرى لهذا الإنتقال الديمقراطي الذي تحاول تونس السير نحوه... غياب التفاعل والنقاش أفسد المناظرة وبقدرما كان لهذه المناظرات نقاط سلبية حسب المتابعين لها فإن لها ايضا من الإيجابيات التي لخصها السينياريست حاتم بالحاج خاصة في تمكين الناخب من رؤية المترشح في وضعيات متعددة من خلال تفاعله مع الأسئلة وإبراز مدى تمكنه وفهمه للمحاور الكبرى التي تم اعتمادها... وفي نفس الوقت لم تخل هذه المناظرات من السلبيات حسب بالحاج التي تظهر اساسا من خلال عدم تفاعل المترشحين فيما بينهم الى جانب عدم وضوح محور حق الرد في اذهان المشاهدين او المترشحين على حد تعبيره... حاتم بالحاج تمنى لو ان الراحل الباجي قائد السبسي قبل بهذه المناظرة في انتخابات 2014 لتم التعود عليها وتجاوز الاخطاء وتقديم الأفضل حسب تصريحه ... خطوة جادة وثابتة نحو الديمقراطية وبين منتقد ومستحسن ومستاء ومتفائل بهذه التجربة المتمثلة في المناظرات التلفزية بين المترشحين للرئاسية عبر مختار الرصاع مدير سابق لمؤسسة التلفزة التونسية عن اعجابه وسعادته بهذه الخطوة نحو الديمقراطية التي تكرس بدورها الإنضباط على حد تعبيره مشيرا الى انها تجربة مميزة وفرصة في الآن ذاته للشعب التونسي كي يرى المترشحين عن قرب ويكوّن حولهم فكرة عامة ... الرصاع يقول ايضا ان هذه المناظرات إيجابية بكل المقاييس معبرا عن افتخاره واعتزازه بهذه التجربة مؤكدا على ان تونس تسير بثبات نحو الديمقراطية ... لكن ما يعيبه على هذه المناظرات وهو جانب شكلي على حد تعبيره هو عدم توحيد الأسئلة بين المترشحين مما يمكن الناخب من مقارنة مدى قدرتهم وتمكنهم من الإجابات ... فرجة بلا معنى ولا روح لكن يبدو ان للإعلامي والكاتب حسن بن عثمان رأيا آخر اذ لم يجد اي نقطة إيجابية في هذه المناظرات بقدرما لامس فيها الكثير من السلبيات ويقول بن عثمان " ما نشاهده في هذه المناظرات لم يعط للناخب اي صورة واضحة عن المترشحين حتى يتمكن من الإختيار اذ نرى حكايات ونقاشات وتفاعل كبير بين الناس لكن الفرجة تبدو بلا معنى ولا روح ..." يضيف حسن بن عثمان " اما الخلل الكبير والذي سيبقى طعنة في قلب هذه التجربة هو استثناء نبيل القروي وسليم الرياحي من هذه المناظرات رغم اختيارهم من قبل الهيئة فشخصيا الاحظ أشياء غريبة وتصرفا غريبا من قبل رئاسة الحكومة وكأننا في مشهد من عهد بن علي... "محدثنا يرى ايضا انه ان لم تتم المحاسبة فإنه سيتم اعادة انتاج ما نعيش على وقعه اليوم على حد تعبيره مشيرا الى ان هناك اشخاصا تعربد دون رقيب او حسيب محملا المسؤولية للراحل الباجي قائد السبسي الذي دعم وصنع كل من يوسف الشاهد ونبيل القروي وسليم الرياحي على حد تصريحه. بن عثمان يختم ليقول " اطلب الرحمة لتونس وربما ما يحدث اليوم فيه من الحكمة ما لا نعلمه...».