يرى مارسيل خليفة أن الحرية والحب هما الشيء الثمين الذي تستحقه كل النساء، موضحا أن "الفرح والسعادة هما خير ما يرجى من الحياة، وهذه هي الحرية الحقيقية". وأضاف الفنان اللبناني قائلا في أحد الحوارات الصحفية إن "الرجل عندنا كبل المرأة بالأصفاد، ومنحها المكانة الثانوية "... !فهل فعل ذلك مع " يولا "؟ يولا الزوجة والفنانة ويولا هي زوجة مارسيل خليفة ووالدة الفنانين بشار ورامي... ولقد كان لا بد من الخطوة الأولى ولو بعد عقود تراكمت على تاريخ 1978 (انضمامها إلى فرقة الميادين)... حين اعتلت معه المسرح كما الحياة... وكان لا بد أن تغني بمفردها، وهو قرار أعلنته لأسرتها العائلية الفنية. ! لا تعتبر يولا خليفة أنها قررت الغناء متأخرة بالنظر إلى عمر مشوارها الفني مع زوجها الفنان مارسيل خليفة. فهي تملك شخصية فنية مستقلّة صقلتها ب«الخبرات والإحتكاك اليومي بالفن وعالمه ومحيطه ولقد سئلت ذات يوم "إلى أي مدى أثرى زواجك من فنان في ميولك الفنية؟ " وقالت" كثيرا وعميقا وهذا أكيد... ولو أنني لا أملك في شخصيتي وأحمل في داخلي كل هذا الحب والشغف القوي للفن والتعبير عنه لما أحببت مارسيل... ورغم ذلك، فأنا لم أحبه بصفته كفنان بل كإنسان. وشخصيتا الفنان والإنسان في مارسيل متلازمتان. لم يكن مارسيل صدفة في حياتي. وتعرّف يولا نفسها اليوم بقولها: «أنا يولا خليفة، كرياكوس سابقاً... أنا إنسانة لي كياني كأي إنسان. أسست عائلة مع شريك حياتي مارسيل خليفة، وأنجبت ولدين هما بشار ورامي. وأصبحت جدّة». ! إنها لم تشعر يوماً بعبء المسؤولية تحت عباءة مارسيل خليفة،وهنا تقول «حتى لو أن لمارسيل عباءة، فهذا لا يعني أنه يضع الكل تحتها... عباءته واسعة جداً وهو إنسان حر وفنان، وإلاّ لما حقق ما حققه. هو أكثر من يدرك هذا التفصيل، فكل إنسان له ميوله ككائن مستقل في النهاية.. بشار ورامي يعملان معه لكن لهما أحلامهما وهواجسهما ومشاريعهما الخاصة. التأثر بمارسيل لا يعني الهيمنة، له ولموقعه كامل الإحترام والمحبة». وعن موقف مارسيل من غناء زوجته وإصدارها أسطوانتها الأولى، تقول: «كان خائفاً كونها تجربتي الأولى وثمة احتمال ألاّ أكون مدركة مسؤولية هذه الخطوة... لقد أبديت رغبتي في تسجيل العمل في مقدونيا بعد ثلاث سنوات من التفكير الذي تحوّل إلى هاجس. كنت واثقة جداً من قراري وغير خائفة من الإنتقادات المحتملة، كونها تجربة تشبهني وأملك خلفية تمكنني من هذه التجربة. ولا أعتبر أن هذه الخطوة جاءت متأخرة بل توقيتها كان مكسباً لأن لها طعماً آخر اليوم. كعشبة برية موجودة لكن نبتت فجأة. الفنان مارسيل خليفة عندما نصغي إلى الفنان مارسيل خليفة وهو يغني بأنشودة أو ترنيمة ما، سرعان ما نتآلف وننصهر معه... ونشاطره حسه الوطني إزاء بلده المتداعي دفعته إلى انتقاء الكلمة، التي تجسد شعورنا وهواجسنا حيال الوطن المتأزم، وحيال كل ما في شأنه أن يمس حياة الإنسان. وقد أدرك مارسيل المعاناة بكل مقاييسها وعايشها وتفاعل معها، ولم تثنيه أو تثبط على الذود عن حياة الوطن، ولجم الفساد وكبح جماح الغلاء المستشري… ولم يكتف بذلك…. بل طفق يسعى إلى وسيلة توفر صد الأعداء المتربصين، سخر صوته لكل الناس على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم وعقائدهم… ولا نجافي الحقيقة حينما نطلق عليه "الفنان المناضل" وليس النضال بالسلاح فحسب... وإنما بالكلمة والصوت واللحن وهما قاسم مشترك لدحر فلول الأعداء. أغاني خليفة تحمل رسائل إنسانية صالحة لكل زمان لم يغنِ مارسيل خليفة لفلسطين والثورة فحسب، لقد ساهم هذا الفنان مساهمة جوهرية في تجديد الموسيقى الشعبية في لبنان، إضافة إلى وضعه الموسيقى التصويرية لعدد من الأفلام وإشرافه على تنفيذ مشروعات جادة في مجال التعاون الثقافي الدولي... كما أن خليفة من رعاة الثقافة الفنية في المنطقة العربية، لاسيما في فلسطين. إذا قابله الإنسان لأول مرة، فلن يلاحظ أن الفنان البالغ من العمر 69 عاماً هو أحد كبار الفن الموسيقي في العالم العربي. بقامته القصيرة ولحيته التي يغلب عليه الشعر الرمادي وعينيه الضيقتين. ولد الفنان مارسيل خليفة ابناً لعائلة صيادين مارونيين في عام 1950 ببلدة عمشيت شمالي بيروت، وهي بلدة يقطنها مسيحيون ومسلمون معاً. مبكراً اكتشفت الأم الموهبة الموسيقية لابنها الذي حول كافة الأواني والأوعية في المنزل إلى طبل يقرع عليه. يقول خليفة "للأسف لم أنعم طويلاً بالحياة مع أمي، إذ إنها توفيت في عمر مبكر للغاية"، ومن نبرات صوته يدرك السامع أن هذا الفقدان المبكر قد ترك آثاره العميقة على حياته كلها. *الثورة والحب بالتعاون مع الفريق الذي أسسه عام 1976 باسم "ميادين" غنّى خليفة للتحرر والثورة والحب، ولكن ليس بالطريقة الكلاسيكية الفخمة التي اعتاد المطربون العرب أن يشدوا بها. اعتمد خليفة لغة جديدة بسيطة للغاية يستطيع الجميع فهمها. استندت ألحانه على الموسيقى الشعبية والدينية في لبنان، أما نصوص أغانيه فمعظمها مستمد من قصائد الشاعر الفلسطيني محمود درويش الذي نشأ في إسرائيل، ثم هجرها إلى المنفى وعاش منذ عام 1972 في بيروت. بفضل تلحين مارسيل خليفة حققت قصائد محمود درويش شهرة كبيرة في العالم العربي بأسره، ومعها اشتُهر خليفة أيضاً.مطلقا ظاهرة غناء القصيدة الوطنية الفلسطينية التي تمتزج فيها صورة المرأة الحبيبة بالأرض والوطن أو الأم والوطن معا، كانت البدايات مع : "ريتا والبندقية" و"وعود من العاصفة" واستمرت لسنين محققة مزجا رائعا بين العود وشعر درويش الرمزي الوطني العاشق فكانت "أمي" وكانت "جواز السفر" أفضل شعارات يحملها ويرددها الجماهير العربية المنادية بالنضال في فترة ما بعد النكسة . شكل مارسيل ودرويش أقرب ما يشبه الثنائي في أذهان الناس، رغم أنهما لم يلتقيا إلا في فترة متأخرة . لحن مارسيل أيضا لشعراء آخرين مثل حبيب صادق وطلال حيدر ("تصبحون على وطن") . استطاع مارسيل أيضا إدخال الساكسفون إلى الموسيقى العربية في واحدة من أهم أغانيه " يعبرون الجسر " وعبر عن تضامنه مع الفقراء في " قصيدة الخبز والورد " . في المرحلة الثانية (من التسعينات إلى الآن) بدأ مارسيل يميل أكثر للتلحين الموسيقي البحت دون الغناء فكانت بداية مشاريعه الموسيقية التي بدأها بمعزوفة "جدل" التي تعتبر نقاشا بين العود القديم (مارسيل خليفة) والعود الجديد (شربل روحانا) فكان محاولة أكثر من ثورية بالنسبة لتقديم العود، قام مارسيل أيضا بتأليف موسيقى تصويرية في العديد من مسرحيات عبد الحليم كركلا الأخيرة : مثل حلم ليلة صيف والأندلس ... الحلم المفقود وأليسا .. ملكة قرطاج . في عام 2003 تعرض مارسيل لدعوى قضائية في لبنان لأنه استخدم تعبير قرآني في أحد أغانيه تحديدًا قصيدة: (أنا يوسف يا أبي) وهي قصيدة تستلهم قصة يوسف عليه السلام من القرآن في إسقاط على القضية الفلسطينية، لاحقا تم تبرئة مارسيل خليفة وتقديم اعتذار رسمي له. قصيدة حب أحن إلى خبز أمي! أحن إلى خبز أمي وقهوة أمي .. ولمسة أمي .. وتكبُر في الطفولة يوماً على صدر يوم وأعشق عمري لأني إذا مت، أخجل من دمع أمي! من أشهر أغاني مارسيل الشاعر محمود درويش