تونس (وات) - سهرة متميزة التحمت فيها موسيقى "فنان السلام" مارسيل خليفة بشعر محمود درويش "شاعر المقاومة"، تغنى فيها الفنان بالوطن والسلم والحرية والشهداء. غنى "مارسيل خليفة"، الذي حل مساء السبت، ضيفا على الدورة 48 لمهرجان قرطاج الدولي، أمام جمهور غفير غصت به مدرجات مسرح قرطاج الأثري، لما يزيد عن الساعتين أجمل أغانيه الشهيرة عن الوطن والحرية تصاحبه فرقة "الميادين". بدأ خليفة، الذي منحته منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو"، لقب "فنان السلام"، الحفل بالنقر على عوده ويتوقف للحظات ليعدل أوتار عوده ويفسح المجال لرفيقة دربه "أميمة الخليل" لتشدو معه بصوت صادح عانقت به أصعب الطبقات الموسيقية، أغنيتي "رخوة عرب" و "كمنجيات". وأدى خليفة مجموعة من الأغاني مثل "ريتا" و"منتصب القامة امشي" و "البندقية"، فحرك سواكن جمهور متعطش لفن ملتزم، لم يتوقف عن التصفيق وترديد شعارات تنادي بالحرية والسلام. وطلب على الاثر خليفة وصاحب لقب "صوت الحرية الدائم"، من الجمهور ان ينصتوا جيدا لقصيد جديد غنته أميمة الخليل بعنوان "محمد" إهداء لكل أطفال وسجناء العالم. وشهد الحفل ذروته مع أغنية استحضرت روح الشاعر الراحل درويش "تعليم حورية"، كان قد أهداها "شاعر المقاومة" و "عاشق فلسطين" إلى والدته وأدتها الفنانة "يولا كيرياكوس"، زوجة مارسيل خليفة اليونانية الأصول، بصوت عذب حلق بالجمهور بين ثنايا الكلمات والألحان. وتفاعل الجمهور مع مسك ختام السهرة أغنية "يا بحرية، وصفق مطولا لفرقة تميزت في تناغمها وفي تعاطيها مع الجمهور، إذ تداول الموسيقيون على دور المايسترو وحظي كل عازف بشرف القيادة وهو يطوع آلته الموسيقية ليقدم عزفا منفردا يعكس أحاسيسه ومهاراته. سهرة أخرى يؤثثها بنجاح مارسال خليفة الذي صرح لموفدة "وات"، بأن "بالموسيقى تعالج شقاء الحياة وبالموسيقى يتحول الغضب إلى بسمة والقبح إلى وردة وتكون الحياة مدهشة ساحرة في ارتقاء بهيج بجوهر ثورات القضايا العادلة ويدعو إلى حرية الحياة". يذكر أن الدورة 48 لمهرجان قرطاج الدولي تنتظم من 5 جويلية 2012 إلى 15 أوت 2012.