في أقل من نصف ساعة ، وبكميات أقصاها 60 ملم بطريق السلطنية ، غرقت صفاقس أو قل عاصمة الجنوب في مياه الأمطار، ولقيت إمرأة حتفها بصعقة كهربائية عندما اقتربت من عمود كهربائي مبلل ، وداهمت المياه منازل سكان الحي التعويضي ليقضوا ليلتهم جلوسا .. الشروق-مكتب صفاقس نعم نتحدث هنا عن صفاقس مدينة المليون ساكن وقبلة كل المرشحين للإستحقاقات الرئاسية والتشريعية ، في الليلة الفاصلة بين الثلاثاء وأمس الأربعاء ، لما اسودت السماء بعد يوم مشمس وحار، وانهمرت الأمطار بشكل مفاجئ وقت خروج أغلب الموظفين من مراكز عملهم.. في بعض الدقائق أغلقت الطرقات وتحولت الشوارع إلى برك وجداول ماء يجري من تحت عجلات السيارات بل وفوقها ، وتعطلت المحركات ، وتوقفت السيارات في قلب المدينة ، شارع 5 أوت ، باب الجبلي ، مفترق المسلخ البلدي ، مفترق مجيدة بوليلة على مستوى طريقي قرمدة والعين ، بودريار ، طريق تونس والمهدية ، وطريق السلطنية. حي السلطنية يغرق طريق السلطنية الواقع على بعد كيلومترين ونصف من قلب المدينة فقط ، كانت قد داهمته مياه الأمطار سنة 2010 ، وتسللت إلى المنازل والمطابخ وغرف النوم ..وقد تعالت أول أمس اصوات الأهالي تطالب بالتدخل العاجل خوفا من سيناريو قديم ، لكنه تجدد لما داهمت المياه المنازل وبات الأهالي إما جلوسا أو فوق السطوح .. مصالح وزارة التجهيز تدخلت سنة 2010 وافقت على تمويل وانجاز مشروع حماية الحي التعويضي – حي السلطنية - من خلال إرساء منظومة تمكن من تجميع مياه الأمطار وتصريفها باتجاه البحر. المشروع الذي تم انجازه اشتمل بالخصوص على تهيئة حوضين لتجميع المياه ومد قناة مغطاة على طول 500 متر باتجاه القنال الكائنة على حافة مشروع تبرورة حيث يتم تصريف مياه الأمطار المتأتية من المناطق المجاورة وقدرت الكلفة الجملية وقتها لهذا المشروع بقيمة 5 مليون دينار لفائدة 3 آلاف ساكن تقريبا بالمنطقة. استكمل المشروع ، ومع نزول أول أمطار ، عاد الإشكال من جديد، مما يعني أن الجهات المعنية لم تتهيأ أصلا لمثل هذه الحالات وهو ما يفسر ما وقع أول أمس بحي السلطنية بصفاقس. مصدر مسؤول من بلدية صفاقس ، قال أن البلدية تدخلت خلال شهر جويلية وأوت وبداية شهر سبتمبر وعملت على جهر قنوات تصريف مياه الأمطار وفوهات البالوعات بمحيط المؤسسات الرسمية ووسط مدينة صفاقس كما قامت بالتدخل في النقاط الزرقاء والمعروفة بتجمع كميات هائلة من الأمطار بها خلال السنوات الفارطة». والواقع أن «الشروق» عاينت هذه التدخلات التي تم أسنادها إلى شركة مقاولة خاصة ، لكن يبدو ان التدخلات كانت سطحية وغير عميقة في بنية تحتية مهترئة وتعاني من خلل هندسي قديم وهو ما يفسر تجمع المياه بطريق المهدية وتونس وحي السلطنية الواقع في منخفض من الأرض مقارنة بالبستان وجنان بوعصيدة المتاخمين للحي. حصيلة ثقيلة حصيلة ليلة أول أمس كانت ثقيلة جدا في صفاقس ، وفاة إمرأة بطريق تونس بعد أن اقتربت من عمود كهربائي ، وقال مصدر من الحماية المدنية « بأن امرأة توفيت مساء أول أمس بسبب صعقة كهربائية تعرضت لها وهي مارة بجانب عمود انارة بطريق تونس كلم 5 أثناء هطول الأمطار الغزيرة التي شهدتها صفاقس». الجهات القضائية بصفاقس فتحت تحقيقا في الموضوع ، والناطق الرسمي باسم محاكم صفاقس مساعد الوكيل العام بمحكمة الإستئناف قال للشروق أن الهالكة عمرها 39 عاما و ام ل3 أطفال وتجرى حاليا التحقيقات لمعرفة الأسباب الحقيقية للوفاة. المدير الجهوي للحماية المدنية في صفاقس العقيد مراد المشري قال إن وحدات الحماية المدنية أجرت عدة تدخلات بمختلف معتمديات الولاية من بينها 21 تدخلا بحي السعادة والحفارة و 16 تدخلا بالحي التعويضي بعد تسرب المياه إلى عدد من المساكن في عدد من المناطق مشيرا الى أن كل من السلطنية و سيدي منصور وطريق المهدية سجلت 60 مليمتر من الأمطار في مدة قصيرة لم تتجاوز 25 دقيقة» وأضاف العقيد بأن مختلف المصالح المكونة للجنة الجهوية لمجابهة الكوارث ولا سيما التطهير والبلديات والتجهيز والفلاحة تجندت للتدخل وتصريف المياه المتراكمة، وقال مصدر بلدي مسؤول أن ان مصالح بلدية صفاقس عملت على التدخل السريع لشفط المياه المجمعة وتسريح البالوعات في اكثر من موقع وسط المدينة، وعلى مستوى شارع مجيدة بوليلة والحفارة وشارع 5 أوت ومنطقة الناصرية وغيرها .. مجموع هذه التدخلات لوحدها تكشف ما حل بمدينة صفاقس التي وحسب الرصد الجوي لم تتجاوز الأمطار بها ال60 ملم ..وهو ما يستوجب تجديد مصارف المياه التي تمتد على 16 الف كيلومتر في تونس أغلبها قديمة ..