لوّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإمكانية التحرّك العسكري ردا على الهجوم الذي تعرضت له منشأتا نفط تابعتين لشركة «أرامكو» النفطية العملاقة في المملكة العربية السعودية. واشنطن (وكالات) وقال ترامب، عبر حسابه على تويتر، إن «إمدادات النفط السعودية تعرضت لاعتداء. هناك سبب للاعتقاد بأننا نعرف المجرم، ومتأهبون للرد حسب التأكيد، لكننا ننتظر أن نسمع من المملكة عمن يعتقدون أنه سبب هذا الهجوم، وتحت أي شروط سنتحرك». كما أعلن ترامب أنه وجه السلطات الأمريكية بالسحب من مخزون النفط الاستراتيجي إذا لزم الأمر، قائلا: «نتيجة للهجوم على منشأتي النفط السعوديتين، الذي قد يكون له تأثير على أسعار النفط، سمحت بالسحب من مخزون النفط الاستراتيجي إذا لزم الأمر». وأضاف ترامب أن الكمية سوف تحدد لاحقا للحفاظ على إمدادات الأسواق من النفط. وكانت المملكة العربية السعودية تعرضت لهجوم، السبت الماضي، استهدف منشأتي نفط في بقيق وخريص. وأعلن الحوثيون اليمنيون مسؤوليتهم عن الهجوم. وقال مصدر مسؤول بالإدارة الأمريكية، في تصريح ل»سي ان ان»، إن الهجوم انطلق من إيران أو العراق، بينما نفى رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي استخدام الأراضي العراقية في الهجوم على السعودية. وصعدت أسعار النفط إلى نحو 20%عند فتح الأسواق جراء الهجمات على منشأتي آرامكو في السعودية في ارتفاع هو الأكبر منذ حرب الخليج مطلع تسعينيات القرن الماضي. واتهم التحالف العربي بقيادة السعودية، إيران بالوقوف وراء هجمات شركة «أرامكو»، قائلا إن جماعة «أنصار» الله الحوثية «مجرد أدوات» في يد الحرس الثوري الإيراني. وقال المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف، العقيد الركن تركي المالكي خلال مؤتمر صحفي، إن مصدر إطلاق الطائرات المسيرة الحوثية لم يكن اليمن، مؤكدا أن التحقيقات جارية للكشف عن مصدر إطلاقها. وأكد المالكي أن الطائرات الحوثية المسيرة، هي طائرات إيرانية الصنع من طراز «أبابيل»، مضيفا أن الجماعة مستمرة باستهداف المناطق المدنية باستخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، متهما جماعة «أنصار الله» بمواصلة انتهاك اتفاق الحديدة. من جهتها قالت وزارة الخارجية الإيرانية، امس الاثنين، إن الاتهامات بأن لها دور في الهجوم على المنشآت البترولية السعودية «غير مقبولة» و»لا أساس لها». وأدان عباس الموسوي المتحدث باسم وزارة الخارجية في تصريحات نقلها التلفزيون الحكومي، هذه الادعاءات، معتبرا أن «نسب هجوم أرامكو لإيران لا أساس له من الصحة ويأتي في إطار الحد الأقصى من الكذب». وأكد الموسوي أنه لن يكون هناك لقاء بين الرئيسين الإيراني حسن روحاني والأمريكي دونالد ترامب. من جهة أخرى قالت وزارة الخارجية الصينية امس إن تحميل أحد المسؤولية عن الهجوم على منشأتي نفط في السعودية دون حقائق دامغة يعد تصرفاً غير مسؤول. وقال هوا تشون ينغ المتحدث باسم الوزارة خلال إفادة صحفية مقتضبة في بكين إن بلاده تأمل في أن تتحلى جميع الأطراف بضبط النفس. بدورها نددت موسكو بالهجوم، داعية إلى عدم التسرع بالاستنتاجات حيال من يقف وراءها. واعتبرت الخارجية الروسية أن الهجوم هو نتيجة مباشرة للأزمة في اليمن، محذرة من أنه من غير المجدي استغلال الوضع القائم حول المنشآت النفطية بهدف التصعيد ضد إيران. وعلى نفس المنوال قالت وزارة الخارجية البريطانية ،امس، إن الهجوم على منشآت النفط السعودية خطير وشائن، لكن من المهم معرفة الحقائق الكاملة بشأن المسؤول عنه قبل اتخاذ أي رد. وذكر وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، أن الهجوم «كان انتهاكا عنيفا للقانون الدولي»، مضيفا أن المملكة المتحدة تقف بقوة إلى جانب المملكة العربية السعودية.