هو الشعب التونسي الذي يصنع في كل مرحلة، الاستثناء... هو الشعب التونسي الذي أثث الصندوق... وليس شعبا آخر صوّت عوضا عنه. الشعب التونسي ممثلا في أكثر من أربعين بالمائة من ناخبيه، قال كلمات مفاتيح: الشعب يريد سياسة القُرب... الشعب يريد أن يُصغيَ إليه الحاكم.... رئيس جمهورية وحكومة وبرلمانا. الشعب يريد سياسة القرب، سياسة الاتصال المباشر التي بدأها زعماء الحركة الوطنية، إبّان مقارعة الاستعمار المباشر. كم عائلة وجدّ وجدّة الآن ممّن عايشوا فترة الاستعمار الفرنسي، يستذكر أمام أبنائه وأحفاده، زيارة زعيم سياسي أو زعيم نقابي...؟ إنّهم كثّر، لأن سياسة الاتصال والتواصل مع الشعب مازالت مطلوبة ومازالت تعدّ سياسة ناجعة في علاقة السلطة التنفيذية أو التشريعية بالشعب. نعم هناك صعوبات مرّت وتمرّ بها تونس، وهناك معضلات اليوم، لا يمكن حلّها بعصا سحرية، لكن الشعب الصّابر على المحن عبر الزمن، يريد أن يشاطره المسؤول هموم الوطن... فهذه هي مقوّمات الديمقراطية: الإصغاء الى المواطنين، حتى وإن تعذّرت الحلول، فإن نصف الطريق عن طريق الإصغاء الى هموم ومشاغل وآمال وآلام النّاس، هي نصف الطريق الى الحل. الحاكم القادم، رئيسا للجمهورية كان أو نائبا أو رئيس حكومة أو وزيرا يجد نفسه اليوم أمام امتحان الحقيقة. وهو امتحان يمرّ عبر صندوق الاقتراع. فإما جزاء وإما عقاب اما دعم وتمكين من شرف المسؤولية وإما تجاهل وهزيمة تحيل إلى هامش الأحداث. وعلى السياسيين النابهين أن يختاروا في أي موقع يتواجدون. أيّها الرئيس القادم... أيها الوزير القادم أيها النائب القادم، لا تجعلوا بينكم وبين المواطن التونسي وسيطا... فكلّ الوسطاء خذلوا الذين قبلكم... أيها المسؤولون القادمون على رأس الدولة، لا تفرحوا للطابور الخامس إذا حلّ بين ظهرانيكم، فتأخذوا من قوت الشعب وتعطونه حتى يزيّن لكم تونس كذبا وبهتانا، فإن الشعب أصدق إنباء من كلّ الصور التي يدّعي هؤلاء الأفّاقون على أنها الواقع الحقيقي للتونسيين. خذوا الدرس من هذه الانتخابات ولا تعبؤوا بمن يدّعي بأن الشعب غير ناضج. الشعب يريد ساسة يفجّرون الطاقات الخلاّقة من أجل تونس والتونسيين. اعلموا أيّها الحاكمون، أنّكم ستكونون تحت المراقبة وتحت عين المواطن يوما بيوم... وشهرا بشهر. الشعب يريد... فلنحترم إرادته، والمفروض من الصندوق أمامه فرصة للجلوس على كرسيّ المعارضة... لأن مقتضيات الديمقراطية هي التداول على السّلطة... وقدسيّة الصندوق.