تحتضن قاعة سينيمدار بقرطاج، في حدود الساعة السابعة من مساء اليوم الجمعة 20 سبتمبر 2019، العرض الأول لفيلم «فتريّة» للمخرج السينمائي وليد الطايع، وسيكون الفيلم في القاعات يوم 25 سبتمبر الجاري. تونس «الشروق» : في شهر ماي من سنة 2004 شهدت تونس غليانا وحراكا كبيرين، تزامنا مع القمة العربية، وفي هذا الجو المسعور والمضحك في ذات الوقت تتقاطع شخصيات الفيلم دون أن تلتقي، تسعى فقط لأن تحل مشاكلها الشخصية واليومية... إن تنظيم القمة العربية يعد نجاحا في حد ذاته، كان هذا فحوى الخطاب الرسمي الرنان والذي اجتاح الأحياء والآذان، في حين كانت شخصيات هذا العمل تكافح من أجل أن تعيش، لينتهي بهم الأمر لاحقا في سيارة الشرطة التي تجوب بهم شوارع العاصمة التي تسيطر عليها أصوات المحللين المهللين للقمة العربية...». كان هذا ملخص الفيلم الجديد للمخرج السينمائي الشاب وليد الطايع، «فتريّة»، وهو أول فيلم روائي طويل في مسيرته، بعد مجموعة من الأفلام القصيرة والوثائقية وآخرها وثائقي «يوميات مواطن عادي» سنة 2014، وعن فيلمه الجديد قال وليد الطايع: «فكرة الفيلم وبداية كتابة السيناريو، انطلقت منذ سنة 2007، وأنهيت الكتابة بداية سنة 2010، أي سنة حصول مشروع الفيلم، على جائزة «ورشة المشاريع» في أيام قرطاج السينمائية، ثم سجلنا حضورنا بالسيناريو في الملتقى العالمي لصنّاع السينما في مهرجان كان سنة 2011..». نجوم الفيلم وبخصوص الكاستينغ، اختار مخرج فيلم «فتريّة» عدم المغامرة، وعوّل على مجموعة من أبرز الممثلين في الساحة، فأسند أدوار البطولة لكل من جمال المداني وريم حمروني وصباح بوزويتة والممثل القدير عيسى حراث، بالإضافة إلى من وصفها المخرج بأنها إحدى قامات الرقص المعاصر نادية سايجي، فضلا عن وجوه لأول مرة تظهر في السينما سيكتشفها الجمهور بعد مشاهدة الفيلم. وعن الشخصيات الرئيسية التي سيجسدها أبطال العمل، فستكون على النحو التالي: أولى الشخصيات، شخصية «حمادي» (جمال المداني)، كهربائي يحاول إصلاح شبكة الكهرباء المهترئة في إحدى البنايات الآيلة للسقوط والتي يسكنها أناس يعتقدون بأن المكان مسكون بالأرواح، ويقع حمادي في حب نزيهة التي بلغت عقدها الخامس، مطلقة وتسكن بمفردها… الشخصية الثانية، هي شخصية «صالحة» (ريم حمروني) التي تحاول أن تكسب قوتها بكل الوسائل وبمختلف الطرق لتقوم بشؤون عائلتها، فهي قادرة على أن تكون ضمن النائحات لدى وفاة شخص ما، وأن تتحول بعد ساعة إلى حفل زواج فتصبح قائمة به وفاعلة فيه، تبيع «الزطلة» والخمر، وتتحيل على الناس أحيانا.. الشخصية الثالثة، هي شخصية «نادية» (صباح بوزويتة)، وهي راقصة ومصممة رقصات تحاول أن تتدرب مع زميلاتها رغم الضجيج الذي يصدره العمال أثناء اشتغالهم في حضيرة مجاورة على ملك جارها الفاسد، أما الفنان عيسى حراث فسيجسد شخصية «عمّار» الذي يسعى للتداوي في أحد المستشفيات العمومية، ولكنه يجد نفسه متأرجحا بين المكاتب دون أن يتلقى أدنى انتباه أو رعاية... القمة العربية.. و«الشروق» المخرج وليد الطايع، قال في تصريح ل»الشروق»، إنه اختار في فيلمه «فتريّة»، الحديث عن فترة حكم زين العابدين بن علي في أوجها، دون مباشرتية، فعمد إلى كتابة أحداث فيلمه في يوم واحد وهو اليوم الذي التأمت خلاله القمة العربية بتونس سنة 2004، منطلقا من ملاحظات بسيطة لكنها عميقة، مردها أن الناس في ذلك اليوم لا علاقة لها أصلا بالحدث، ولا علم لأغلبهم به، كما أن الحدث لا يضيف شيئا، سوى «البروبغندا» واللغة الخشبية. فيلم «فتريّة» كما تحدث عنه صاحبه، يعرض الحياة اليومية والعادية، أو هموم الناس اليومية، في فترة لم يتناولها كثيرا السينمائيون التونسيون في أفلامهم، لكن دون الدخول في بكائيات على حد تعبيره. وعن ظهور جريدة «الشروق» في الومضة الدعائية للفيلم، كشف الطايع، أن جريدة «الشروق» تمثل المعطى التاريخي الذي يؤرخ للحدث أو اليوم الذي دارت خلاله أحداث الفيلم وهو القمة العربية، مشيرا إلى أن النسخة أصلية وتم الحصول عليها من الأرشيف الوطني. فيلم ب900 ألف دينار وكشف مخرج فيلم «فتريّة» أن كلفة إنتاج الفيلم لم تتجاوز 900 ألف دينار، مؤكدا أن الفيلم لم يتحصل سوى على منحتين، الأولى من وزارة الشؤون الثقافية، والثانية من «سينماءات العالم» (فرنسا)، وبالتالي «فتريّة» فيلم من إنتاج مشترك تونسي –فرنسي، وأبرز أن فيلمه من إنتاج «مات للانتاج» وسينيتيليفيلم مع كل من «ريشار ماغنيان» وحبيب عطية بمشاركة «ماري موشيلبلازو»، وأدار الإنتاج وليد برصاوي. وبالنسبة للفريق التقني للفيلم فقد ضم كلا من شارل هوبار موران في إدارة التصوير، وفلورانس ريكار في المونتاج، وجوليان بروسيي، وفلورانس لارميت، وماري ماسياني في الصوت، وصوفي عبد الكافي في الديكور، ونادر كروت مساعد مخرج أول.