أعلن الجيش الأمريكي، أمس الجمعة، أن ضربة جوية أمريكية قتلت 8 أشخاص يشتبه بانتمائهم الى تنظيم «داعش» الارهابي في جنوب ليبيا قرب مدينة مرزق في مؤشر جديد على تنامي نشاط التنظيم. طرابلس (وكالات) وذكرت القيادة الأمريكية في أفريقيا في بيان قصير أن الضربة وقعت أول أمس الخميس دون تقديم مزيد من التفاصيل حول هذه الضربة والاشخاص المستهدفين. وخسر التنظيم معقله بوسط ليبيا في مدينة سرت في ديسمبر 2016. لكنه تراجع إلى الصحراء الشاسعة لإعادة تجميع صفوفه. ومن جهة أخرى التقى القائد العام ل»الجيش الوطني الليبي»، خليفة حفتر، مع السفير الأمريكي لدى ليبيا، ريتشارد بنورلاند، لبحث الأوضاع العسكرية في ليبيا ومكافحة الإرهاب. وقال المكتب الإعلامي للقيادة العامة للجيش في بيان صحفي إن حفتر التقى السفير الأمريكي لدى ليبيا ريتشارد بنورلاند ، وذلك في إطار بحث «الأوضاع العسكرية في ليبيا وحرب القوات المُسلحة على الإرهاب وتعزيزا للعلاقة بين الدولتين الليبية والأمريكية». وبدورها أعلنت السفارة الأمريكية في وقت سابق أن السفير الأمريكي ناقش مع حفتر في العاصمة الإماراتية أبوظبي أول أمس الخميس الأوضاع الراهنة في ليبيا. وبحثا آفاق التوصل إلى حل سياسي لإنهاء الصراع بالبلاد. وقالت السفارة الأمريكية لدى ليبيا في بيان صحفي نشرته على صفحتها في «فيسبوك»: «التقى السفير الأمريكي نورلاند يوم الخميس في أبوظبي بالمشير خليفة حفتر لمناقشة الأوضاع الراهنة في ليبيا وإمكانية التوصل إلى حل سياسي للصراع في ليبيا». وفي سياق آخر وبعد أن أعلنت ألمانيا عن مؤتمرها الدولي لحل الأزمة الليبية، دخلت الدبلوماسية الفرنسية والإيطالية على الخط على وجه السرعة، في محاولة لتسابق الأحداث في ليبيا، وفتح قنوات الاتصال مع الأطراف الليبية، في إشارة تعكس تخوّف باريس وروما من الدور الذي تلعبه برلين في ليبيا، عبر مؤتمرها المرتقب. ولم ينته التنسيق الفرنسي الإيطالي، عند التصريحات. بل أثمر مبادرة مشتركة بين وزيري خارجية إيطالياوفرنسا، لويجي دي مايو وجان إيف لودريان، بشأن اجتماع وزاري حول ليبيا، يُعقد على هامش الاجتماع الدوري للجمعية العامة للأمم المتحدة. ومن جهتها أدركت ألمانيا تخوّف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة الإيطالية جوزيبي كونتي. وعمِلت على بعث رسائل طمأنة. وكان هذا عبر تصريح الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير لصحيفة «كورييري ديلا سيرا» الذي أشار فيه، الى أن ليبيا تحتاج الى جهود أوروبية مشتركة، وأن فرنساوإيطاليا يمكنهما إطلاق مبادرة مشتركة مع ألمانيا بشأن ليبيا. وبدروها، لم تُعلن البعثة الأممية في ليبيا حتى اللحظة عن تفاصيل دورها في مؤتمر ألمانيا المرتقب، والمتوقع أن يدعمه المبعوث الأممي غسان سلامة، لكونه يأتي في سياق دولي. ومع كل هذا الحراك، الذي أثارته برلين، تبقى بعض التساؤلات تطرح نفسها، منها هل تنجح ألمانيا المحايدة أوروبيًا والقريبة من تركيا أردوغان، في حل الأزمة، أم أنها ستكتفي بالصور التذكارية، كما جرت العادة، في باليرمو وباريس.