نيويورك غزة رام اللّه (وكالات) استخدمت الولاياتالمتحدة الليلة قبل الماضية مجددا «الفيتو» ضدّ مشروع قرار قدمته المجموعة العربية إلى مجلس الأمن تطالب فيه بإنهاء العملية العسكرية الواسعة التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة وقد استنكر الفلسطينيون بشدة هذا «الفيتو» الأمريكي واعتبروه بمثابة «ضوء أخضر» للحكومة الصهيونية لمواصلة عدوانها على الشعب الفلسطيني. وكانت الجزائر تقدمت بمشروع قرار إلى مجلس الأمن نيابة عن المجموعة العربية تدين فيه العدوان الصهيوني في غزة وتطالب بوقفه فورا... وقد امتنعت ثلاث دول عن التصويت عن مشروع القرار وهي ألمانيا وبريطانيا ورومانيا في حين صوتت الدول ال11 الأخرى لصالحه (مشروع القرار) «فيتو».. أمريكي لكن الإدارة الأمريكية رفعت مجدّدا «الفيتو» ضدّ مشروع القرار العربي الذي وصفه المندوب الأمريكي في مجلس الأمن بأنه «غير متوازن». واعتبر المندوب الأمريكي أن مشروع القرار لا يدين في المقابل ما وصفه ب»الإرهاب» الفلسطيني على حد زعمه. وقال المندوب الأمريكي جون دانفورت إن مقدمي مشروع القرار اكتفوا بتقديم مطالب إلى إسرائيل ولزموا الصمت حيال ال450 هجوما بصواريخ القسّام على الأراضي الإسرائيلية منذ عامين من بينها 200 هجوم هذا العام على حد تعبيره. وأضاف «إن صواريخ القسام وإن كانت مجرّدة من أي تأثير عسكري فهي صواريخ إرهابية بدائية لا تصيب بدقة وقد صنعت لقتل المدنيين حسب وصفه. وبعد أن أشار إلى أن الضحايا المدنيين هم دائما «فاجعة» أعلن دانفورت أنه عندما يتحد باقي العالم ضد إسرائىل بالتزامه صمتا ماكرا حول الإرهاب فهو لا يساهم في تقدم عملية السلام. استياء فلسطيني وقد أثار هذا الإجراء غضب الفلسطينيين الذين رأوا فيه ضوءا أخضر لمواصلة العدوان على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وقال صائب عريقات وزير شؤون المفاوضات الفلسطيني إننا ندين استخدام الولاياتالمتحدة للفيتو الذي هو بمثابة انحياز أمريكي لإسرائيل وما نخشاه هو أن يفهم هذا»الفيتو» ك»ضوء أخضر» لتوسيع العدوان الصهيوني. وأضاف عريقات لا يوجد ما يبرّر هذا العدوان وهذه الجرائم التي ترتكب بحق أبناء شعبنا في غزة وأكد أن السلطة الفلسطينية ستتوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة وإلى حكومة سويسرا بصفتها الحاضنة لاتفاقية جنيف الرابعة لعقد اجتماع عاجل لبحث التصعيد الإسرائيلي في القطاع. ومن جانبه انتقد نبيل أبو ردينة مستشار الرئىس الفلسطيني ياسر عرفات استخدام الولاياتالمتحدة للفيتو معتبرا أنه سيؤدي إلى نتائج خطيرة تضرّ بمصلحة الجميع ولن يخدم الجهود المبذولة للانسحاب من قطاع غزة وأكد وزير الخارجية الفلسطيني نبيل شعث أن «فيتو» أمريكا فوّض مجلس الأمن وأدانت حركتا «حماس» و»فتح» من جهتهما أيضا الموقف الأمريكي في مجلس الأمن وأكدتا أن هذا الإجراء يعدّ بمثابة الضوءالأخضر من جانب الولاياتالمتحدة لمواصلة العدوان على الشعب الفلسطيني.. بل أن «حماس» وصفت الإدارة الأمريكية بأنها «شريكة» للصهاينة في العدوان على غزة. من جانبها أعربت مصر مساء أمس عن خيبة أملها حيال «الفيتو» الأمريكي وحذّرت من مغبة أن تفهمه إسرائيل على أنه ضوء أخضر لمواصلة العدوان.