أثارت دعوة بعض متفقدي التعليم الثانوي اساتذة مادتي التقنية والإعلامية الى اعتماد المقاربة بالمنهاج انتقاد الجامعة العامة للتعليم الثانوي التي اعتبرته اجراء مسقطا لا يندرج ضمن مخرجات الإصلاح التربوي . تونس (الشروق) أكدت الجامعة العامة للتعليم الثانوي ان دعوة عدد من متفقدي التعليم الثانوي اساتذة مادتي التقنية والإعلامية للشروع في اعتماد المقاربة بالمنهاج، اجراء مسقط من طرف وزارة التربية باعتباره لم يصدر عن مخرجات اللجان الوطنية للإصلاح التربوي الجهة الوحيدة المخول لها اتخاذ القرار المناسب في كل ما يتعلق بالشان التربوي والبيداغوجي . ودعت الجامعة العامة للتعليم الثانوي كافة هياكلها النقابية الاساسية والجهوية الى حث جميع المدرسين المعنيين بهذا الاجراء على عدم الالتزام باعتماد هذه المقاربة ومقاطعة اَي أنشطة اوتعليمات متعلقة بها . وأوضحت النقابة ان الدعوة الى اعتماد المقاربة بالمنهاج تفتقد الى اَي داعٍ من الدواعي البيداغوجية التي تحتم الشروع في اعتمادها خاصة ازاء افتقاد ابسط الوسائل والوسائط التعليمية المتعلقة بها (البرامج الرسمية، الكتب المدرسية، التجهيزات …) مطالبة وزارة التربية بإعادة فتح مسار الإصلاح التربوي قصد الاسراع بإنجاز المهام الموكولة اليه واجتناب مختلف الاجراءات «الفوقية والاعتباطية» مهما كانت طبيعتها ومجالاتها . «ترضية» وفي تصريح "للشروق " اكد الكاتب العام للجامعة العامة للتعليم الثانوي فخري السميطي انه لا مشكل لديه مع أي مقاربة متى توفرت كل العوامل لتطبيقها مجددا رفضه القطعي لاعتماد المنهاج في بعض المواد «ترضية لبعض المتفقدين» على حد تعبيره . واضاف فخري السميطي ان الجامعة العامة للتعليم الثانوي طالبت مرارا وتكرارا بعودة لجان الإصلاح تفاديا لأي اجراءات جانبية وحرصا على عودة هذا الملف الاجتماعي والوطني المهم بعد مرور مدة طويلة على توقف اشغال اللجان وخاصة امام الانطلاق الاحادي الجانب من طرف وزارة التربية في احداث تغييرات لم يتم الاتفاق حولها ولم يتم استكمال التشاور فيها والتي تخضع فقط «لإملاءات بعض المتفقدين «الذين زعموا ان المنهاج من اقتراحهم ويريدون فرضه دون إخضاعه لا للحوار ولا للتشارك ولا للتقييم خاصة وانهم رغبوا قي فرضه حتى قبل ان يتلقوا فيه تكوينا من طرف المكون الفرنسي الذي تحوم حول صفقة الشراكة معه شبهات عديدة على حد تعبيره . وأشار عضوالجامعة العامة ان موقف الجامعة واضح وصريح مبني على رفض اَي اجراءات جزئية واحادية ومسقطة وتجدد الدعوة الى عودة لجان الإصلاح على قاعدة تشاركية تفاديا لمراكمة خلافات لا تخدم المدرسة واجراءات تستنسخ تجارب ماضية ستعود بالويلات على المدرسين والمتعلمين وفق قوله . وقال فخري السميطي ان المنهاج باعتباره عملية تجميعية تفتح فضاء المدرسة على جملة من الضوابط المشتركة وليس مقاربة بيداغوجية محددة ودقيقة، فإن عملية تطبيقها دون مراعاة خصوصية المدرسة التونسية والفضاء التونسي سواء المدرسي ( القاعة، التجهيزات) اوالبنية التحتية العامة لشبكات التواصل لا يمكن الا ان يكون عملية مثالية ولا يمكن الا ان تنتهي بالفشل . ونبه السميطي عموم المدرسين والراي العام الى الفرق بين التجديد في البرامج ( الاعلامبة والتقنية ) واعتماد المنهاج مؤكدا ان التجديد البيداغوجي وتجديد البرامج مطلب ملح من قبل الجامعة العامة للتعليم الثانوي منذ سنوات عديدة وانتقاد صمود البرامج القديمة احد مرتكزات مختلف اللوائح المهنية الصادرة عنها ولكن الاجراء الأخير لا يمثل الا تعديا على الحق في المطالبة بتجديد حواري ومشترك .