في ظل الخَراب الكبير على مستوى تكوين الشبان جَنّدت الجامعة علاقاتها وحشدت طاقاتها لإستقطاب اللاعبين الناشطين في المُدن و»الأرياف» الأوروبية على أمل الظفر بعناصر قادرة على إفادة المنتخبات الوطنية. وقد أسفرت هذه المجهودات عن «زحف» كبير للاعبين المُهاجرين والحَاملين للجنسيات المُزدوجة. ويطرح الحُضور اللاّفت للعناصر القادمة من وراء البحار جُملة من النقاط الاستفهامية التي يُمكن أن نختزلها في السُؤالين التَاليين: 1) ماهي الجهات التي تُشرف على عملية انتقاء اللاعبين المُستقطبين من أوروبا؟ 2) ماهي السُبل الكفيلة بضمان الشفافية على «انتداب» المهاجرين خاصّة في ظل «الشُبهات» التي تحوم حول الكثير من الأسماء التي «غزت» قائمات وتربّصات المنتخب؟ ظاهرة قديمة تَاريخيا، استفاد المنتخب من أبنائه المُتكوّنين في الخارج والحاملين للجنسيات المُزدوجة. وبالعودة مثلا إلى «كَان» 2004 سنلاحظ أن التشكيلة الفائزة بالكأس الافريقية كانت تضمّ العديد من المُهاجرين نستحضر منهم علاء الدين يحيى وسليم بن عاشور ومهدي النفطي وعادل الشاذلي. ومن جِهته، استقطب المنتخب في نسخته الحالية العديد من اللاعبين الجيّدين مثل الخزري والسليتي وبرون والسّخيري الذي يُعتبر من أحسن «الصّفقات» التي عقدتها الجامعة خلال الأعوام الأخيرة. والجدير بالذِّكر أن استقطاب المُهاجرين لم يعد يقتصر على المنتخب الأوّل بل أن الظاهرة امتدّت إلى الشبان على أمل الاستفادة من «الاضافات النوعية» للوافدين المتمتّعين بتكوين «خاصّ» في أوروبا. وقد تضمّنت القائمة الأخيرة للأولمبيين ستة مُحترفين من ضمنهم أربعة مُتكونين في الخارج وهم مارك اللمطي وادريس الميزوني وعادل بالطيّب وآدم باللامين (الثنائي بالطيّب وباللامين حجزا مكانا في القائمة الحالية لمنتخب الأكابر) من يُدير ملف «المُهاجرين»؟ تطرح قضية اللاعبين الدوليين القادمين من الخارج سُؤالا كبيرا حول الجهات المُتحكّمة في هذه الملف. في الظاهر، تملك الجامعة وإدارتها الفنية جملة من «الخلايا» المُكلّفة بالتنقيب عن مواهبنا الكروية الناشطة في الخارج والحاملة للدّم التونسي من جهة الأب أوالأمّ وحتى من جهة الجدّ الأوّل. وعلى أرض الواقع تَتداخل العديد من الأطراف في هذا الملف الثقيل والمُثير للجدل وبالتوازي مع الجامعة والإدارة الفنية هُناك أولياء اللاعبين المُستقطبين وحتّى الوكلاء المُؤثّرين في تحديد مُستقبل اللاعبين المُتعاقدين معهم. ويشارك مدرّبو المنتخبات أيضا في عملية الانتقاء وحتّى «التَفاوض» لكن دور الفنيين يبقى «بَاهتا» في أغلب الأحيان خاصّة في ظل سيطرة رئيس الجامعة على هذا الملف بالشراكة مع الأولياء والوسطاء المُؤثرين في حسم «مصير» المُهاجرين. دعوات مشبوهة لئن نجح عدّة مُهاجرين من اثبات الذات مع المنتخب فإن البعض الآخر مرّ مرور الكرام وذلك لضُعف مُستواهم الفني أونتيجة الفشل في ادماجهم بالشّكل الصّحيح كما حصل مع كريم العريبي بعد أن أقصاه نبيل معلول من المُونديال. وقد وزّعت الجامعة خلال الأعوام الأخيرة عشرات الدعوات على اللاعبين المُهاجرين الذين ظهروا في بعض التربّصات والمُباريات قبل أن يختفوا في لمح البصر وسط تساؤلات كبيرة عن أسباب استقطابهم طالما أن مُؤهلاتهم لا تسمح لهم بتمثيل المنتخب. وتجاوزت التفاعلات حُدود التساؤل لتظهر الاتّهامات خاصّة أن الكثير من الدعوات تحوم حولها الشُبهات. ويخشى الكثيرون استغلال ملف المُهاجرين لتحويل المنتخب إلى «مزاد» لتسويق العناصر المجهولة والتي قد تستثمر الصِّفة الدولية للظّفر بعروض كبيرة والانتقال من الظلّ إلى الأضواء. ومن المعلوم أن الانتماء للمنتخب له انعكاسات كبيرة في «بُورصة» اللاعبين ويكفي أن نشير في هذا السياق إلى صَفقة انتقال مهاجمنا الجديد و»المغمور» عمر العيوني من النرويج إلى مصر (بعض المصادر تشير إلى أن «بيراميدز» المصري دفع 1.5 مليون «أورو» للظّفر بتوقيع العيوني الذي ساهم المنتخب في الرفع في أسهمه). وهُناك العديد من المُهاجرين الذين التحقوا بالمنتخب ثمّ غادروه بطريقة غير مفهومة كما هو الحال بالنسبة إلى اسماعيل ساسي ولاري العزوني ونجم الدين دغفوس وسفيان الشاهد ومحمّد قويدة... ولن ننسى طبعا يوهان بن علوان الذي «كرّمه» نبيل معلول على بِطالته في الدوري الأنقليزي وقدّم له تأشيرة الذهاب إلى المُونديال وهو في سن الثلاثين. الخلاصة من حقّ المنتخب الانفتاح على كافّة البطولات والقارات لإستقطاب أبنائه المُهاجرين شرط أن تشمل عمليات «الانتداب» العناصر التي تملك مُؤهلات عريضة وتفوق تلك التي بحوزة لاعبينا المحليين. ومن الضروري اضفاء الشفافية على هذه العملية حتى تكون الدّعوات بمنأى عن الشُبهات. ويفرض المنطق أيضا استقطاب المُهاجرين وهم في أوج العطاء والشباب لن أن نمنحهم «مريول» المنتخب بعد يبلغوا سقف الثلاثين وتلفظهم منتخبات البلدان الحَاضنة خاصّة أن أغلبهم يحملون الجنسيتين ويلعبون على الحبلين. بعض أسماء اللاعبين المُستقطبين من الخارج وهبي الخزري - إلياس السخيري - نعيم السليتي - محمّد دراغر - معز حسن - عمر العيوني - سيف الدين الخَاوي - حمزة رفيعة - سليم الخليفي – ديلان برون – جيريمي دوديزياك - مارك اللّمطي - يوهان بن علوان – لاري العزوني – كريم العريبي...