بَعد الانتصار «الصّغير» على مُوريتانيا يُسافر المنتخب اليوم إلى فرنسا استعدادا للإختبار الودي الثاني ضدّ الكُوت ديفوار. هذه المُواجهة ستدور بعد غد في مدينة «روان» التي تَبعد عن العاصمة «بَاريس» أكثر من 100 كيلومتر. انتصار مُهمّ حَقّق المنتخب انتصارا صَعبا على مُوريتانيا. وقد انتظر الجمهور التونسي الرّبع ساعة الأخير ليُشاهد الهدف الأوّل و»اليَتيم» بتوقيع الوافد الجديد عمر العيوني. الفوز على المُوريتانيين كان شاقا لكنّه يكتسي أهمية بالغة في ظلّ الحاجة الأكيدة إلى جُرعة أوكسيجين تساعد على نسيان «خَيبة» الكأس الافريقية وما رافقها من فوضى على كلّ المُستويات. كما أن هذا الفوز يُعزّز الثقة في المنذر كبيّر خاصّة في ظلّ حَملة التشكيك التي تبعت تسميته على رأس الإطار الفني للمنتخب. ومن الجيّد طبعا أن يفتتح المدرب الجديد المشوار بالفوز ليشتغل في أجواء طيّبة. انطباعات جيّدة استغلّ مدرب المنتخب اللّقاء الودي ضدّ مُوريتانيا لتشريك الوافدين الجُدد من أوروبا وهم «جيريمي دوديزياك» وحمزة رفيعة وسليم الخليفي وعمر العيوني. ولا يُمكن طبعا تقييم أداء التَعزيزات الجديدة من خلال لقاء ودي وضدّ خصم «عادي» مِثل مُوريتانيا. وفي انتظار «الاختبارات الحَقيقية» يُمكن القول إن الوافدين الجُدد تركوا انطباعات جيّدة ويكفي أن نُشير إلى أن هدف الفوز صَنعه حمزة رفيعة وسجّله عمر العيوني الذي طار فرحا بهذه البداية الوردية في مسيرته الدولية. صاحب الهدف أصيل مدينة عريقة في الكرة وهي القيروان. ويحمل العيوني الجنسيتين السويدية والتونسية وينشط حاليا لفائدة «بودو قليمت» النَرويجي. ومن الواضح أن العيوني لم يجد صُعوبات تُذكر للتأقلم بسرعة قياسية في المجموعة خاصّة أنه يحذق اللّهجة التونسية بل أنك لا تكاد تشعر بأنه يعيش في الخارج. وقد يكون العيوني من المكاسب الجيّدة في الهجوم وهو المركز الذي لم نعثر فيه بعد على «العُصفور النّادر» مع الاحترام الشديد للخنيسي وشوّاط... وغيرهما من العناصر الدولية الناشطة في المنطقة الأمامية. سُؤال واحد وجب طرحه في ملف العيوني وهو التأخير الحاصل في دعوته لتعزيز المنتخب. ذلك أن هذا اللاعب من مواليد عام 1992. ولا نعرف هل أن «التَقصير» صَادر عن إدارتنا الفنية وخَلايا المُتابعة لمُهاجرينا أم أن اللّاعب «طمع» في الانتماء إلى السويد وعندما فقد الأمل التحق ببلد والده؟ المساكني غير نَاجع تَحصّل يوسف المساكني على كمّ هائل من الفُرص التهديفية غير أنه لم ينجح في التَسجيل. ومن الواضح أن مُحترفنا في «الدحيل» القطري يمرّ بفترة سيئة مع المنتخب ويُمكن القول إن افتقار يوسف للفَاعلية في مُواجهة مُوريتانيا هو تَكملة للوجه الشّاحب الذي ظهر به في الكأس الافريقية. ولاشك في أن يوسف على وعي تامّ بأنه لم يُقدّم الاضافات المطلوبة رغم كلّ الامتيازات التي يتمتّع بها. فقد منحه المدرب الوطني شارة القيادة وسمح له بخوض كامل اللّقاء رغم تفنّنه في إهدار الفرص السّهلة فضلا وقوعه في فخّ الاستفزاز ما جعله مُهدّدا بالعِقاب لولا «مرونة» الحكم المصري و»صديق الجامعة» ابراهيم نورالدين. وهُناك «امتياز» آخر تمتّع به يوسف وهو «تَغييب» مُنافسه على «النُجومية» وشارة القيادة وهبي الخزري. ومن المعلوم أن هذا الثنائي دخلا في صراع خفي على «الزّعامات الوهمية» وذلك على هامش «كان» مصر. وقد غاب الخزري عن تربص المنتخب دون أن يظهر يوسف بمستوى عَال ما يُقيم الدليل على أن المساكني «ضَائع» ولابدّ أن يُراجع حساباته حتّى لا يتحوّل إلى عبء ثَقيل في التشكيلة التونسية بدل أن يكون القائد و»المُلهم» لبقية زملائه.