تعطلت أمس الأربعاء حركة النقل بشوارع صفاقس بشكل شبه تام بسبب نزول كميات من الأمطار لم تتجاوز ال37 ملم فكانت كافية لتحول الشوارع الرئيسية إلى "برك" من المياه. فعزلت منطقتي أولاد بوعلي ومرسى العشرين بجزيرة قرقنة مما منع الأهالي من قضاء شؤونهم. مكتب صفاقس (الشروق) كميات الأمطار المسجلة ليلة أول أمس وفجر أمس الأربعاء لا يمكنها في الواقع ان تخلف مثل هذه الأضرار والتعطيلات لولا ترهل البنية التحتية بصفاقس وغيابها بشكل شبه تام بجزيرة قرقنة التي تستوجب تدخلا عاجلا من الإدارة الجهوية للتجهيز لحل المشاكل العالقة. ففي صفاقس، علقت سيارة بطريق منزل شاكر. وتغيّب أكثر التلاميذ والطلبة عن الساعات الصباحية للدراسة. وقد سجل طريق المهدية اكتظاظا مروريا غير مسبوق يعود إلى البنية الأساسية وضيق الطرقات من ناحية، ومن ناحية أخرى عدم نجاعة المثال المروري « الجديد « بعد غلق الطريق الواقع بالقرب من ملعب عامر القرقوري أو ما يعبر عنه ب «ستاد سيكلدي» في اتجاه قلب المدينة. والواقع أننا كنا قد أثرنا هذا الموضوع سابقا. وأبرزنا عدم نجاعة التغيير المروري قرب ملعب عامر القرقوري خاصة بعد تركيز أضواء بطريق المهدية سرعان ما تم التراجع عنها نظرا الى خطورتها على حياة مستعملي السيارات باعتبارها تأتي على مقربة من السكة الحديدية. ولئن انتبه المشرفون من أمن مروري وبلدية إلى خطورة هذه الأضواء و»جمدوا» تشغيلها، فإنهم لم يعملوا على فتح طريق بودريار من الناحية المؤدية إلى شارع الجيش وقلب المدينة مما جعل أصحاب السيارات يستعملون عديد الأنهج والطرقات ربحا للوقت. لكنهم في المقابل يعملون على مزيد الاكتظاظ في الطرقات المؤدية إلى قلب المدينة. ووما قلناه على طريق المهدية وبودريار وسيدي منصور والسلطنية وتونس باعتبارها طرقات متلاصقة وتلتقي في نفس النقاط قبل الدخول إلى قلب المدينة، يصحّ على بقية الطرقات منزل شاكر وقرمدة وتنيور وغيرها مما بات يستوجب تحديث مثال التهيئة المرورية بشكل يراعي التطور الديمغرافي الحاصل بصفاقس، وتطور عدد اسطول وسائل النقل بالجهة. وفي قرقنة الوضع يختلف تقريبا. فالبلدية الفقيرة عاجزة عن مجابهة الأمطار بسبب افتقادها الى التجهيزات، ومشروع حماية الشريط الساحلي عمادة «الشرقى» على مستوى «مرسى العشرين» بات يمثل عبءا كبيرا على الأهالي باعتباره غير مكتمل . فبالرغم من الدراسات المنجزة التي أكدت وجوب إحداث طريق بالمكان مع بعض الأساليب لعودة المياه إلى البحر بمنطقة مرسى العشرين، إلا أن الأشغال متعطلة واللجنة الجهوية لتفادي الكوارث ومجابهتها رغم اجتماعاتها المتكررة لم تنجح في تجاوز هذه الصعوبات للحد من مثل هذه الكوارث اذا اعتبرنا أن تعطل سير الحياة بشكل عادي بسب بنزول 37 ملم من الأمطار يعتبر كارثة. وهو في تقديرنا كذلك فعلا..