في اليوم الذي يصوم فيه السياسيون عن الخِطابات الدِعائية للإنتخابات الرئاسية، تتّجه أنظار التونسيين إلى رادس حيث تتكلم الأقدام ويخوض المنتخب اختبارا وديا ضدّ الكامرون. هذا اللّقاء يُعتبر من الامتحانات الودية الكبيرة قياسا بثِقل المُنافس الذي يظل من «عَمالقة» اللّعبة في القارة السمراء ويكفي أن نشير إلى أن «الأسود» الكامرونية تحتلّ المركز الثاني على صعيد التَتويج بالكأس الافريقية (5 ألقاب مُقابل 7 لمصر). وكان منتخبنا قد خاض مع مدربه الجديد المنذر كبيّر مُقابلتين وديتين ضدّ مُوريتانيا والكوت ديفوار فضلا عن مُواجهة ليبيا في نطاق تصفيات ال»شان». وقد ظهر فريقنا الوطني في مبارياته الثلاث بوجه شاحب حيث انتصر بشق الأنفس على الأشقاء المُوريتانيين والليبيين مُقابل الانهزام على يد الإيفواريين. ومن هذا المُنطلق تُمثّل مقابلة الكامرون فرصة جيّدة ليُقدّم المنتخب أداءً مُغايرا ويُثبت أنه يسير في الطّريق الصّحيح. وهذا طبعا ما يَتمنّاه الجمهور خاصّة بعد الصُّداع الذي عاشه مع «جيراس» في ال»كَان». وتَتضاعف أهمية هذا اللقاء الودي الكبير بالنظر إلى توقيته. ومن المعروف أن المنتخب الوطني يستعد لخوض مُقابلة حاسمة ضدّ ليبيا في إطار التصفيات المؤهلة لبطولة افريقيا للاعبين المحليين كما أن التصفيات المُرشّحة ل»كان» 2021 أصبحت على الأبواب. ولاشك في أن مُواجهة خصم بحجم الكامرون تُعدّ «بروفة» قوية قبل أيام معدودة من استئناف الرسميات. ويحتاج المنتخب في لقاء اليوم إلى الجَمع بين النتيجة والأداء للتخفيف من حملات النقد التي يُواجهها الإطار الفني بقيادة المنذر كبيّر وعادل السليمي المطالب بالتفرّغ التامّ لمَهامه الحالية والابتعاد نهائيا عن أستوديوهات التَحليل في ظاهرة غريبة ابتدعها سيء الذّكر نبيل معلول. وهُناك انتقادات واسعة لمردود المنتخب والخَيارات العامّة للمدرب الذي أقصى الخزري ونفض الغُبار عن عبد النور وسط ضجّة كبيرة حول مآلات هذه التوجّهات. وقد دافع المنذر كبيّر عن «فَلسفته» مُعتبرا أن أبواب المنتخب مفتوحة للأجدر والأنفع وذلك بغضّ النظر عن مسألة الأعمار. فقد تضمّنت القائمة الدولية الوجوه القديمة مثل يوسف المساكني وأيمن عبد النور والفرجاني ساسي فضلا عن الشبّان على غرار مالك بعيو وعادل بالطيّب وآدم باللاّمين. وما هو ثابت أن الوديات والرسميات تبقى المقياس الوحيد للتأكد من صحّة التوجّهات التي يتّبعها المنذر كبيّر العارف حتما بأن وديع الجريء مسؤول «مزاجي» ولن يتردّد لحظة واحدة في عزل مدرب المنتخب في صُورة الفشل في كسب ثقة الجمهور العالم بأن رئيس الجامعة هو المدرب الفِعلي لعناصرنا الدولية. وبالحَديث عن جمهور المنتخب يأمل الجميع أن يحضر بأعداد غَفيرة. وهذا المطلب يبقى من الأماني المُعلّقة خاصّة أن شقّا واسعا من التونسيين دخلوا في قطيعة مع الانتخابات وحتى المُباريات وذلك بسبب أزمة الثقة. ولا يخفى على أحد أن الكثيرين يشعرون بأن المنتخب في نسخته الحَالية بلا هُوية وبَعيد أن أنصاره خاصّة في ظل العُزلة التي فرضتها عليه الجامعة عبر سياسة «الويكلو» أثناء التمارين. البرنامج: لقاء ودي في رادس (س18): تونس - الكامرون (الحكم الجزائري نبيل بوخالفة)