وثقت أمس وسائل إعلامية دولية وعربية نتائج الاعتداء التركي المتواصل على الأكراد بشمال سوريا. حيث تم تسجيل اعدامات جماعية بحق المدنيين فيما أكدت الادارة الذاتية الكردية أن تركيا وميليشياتها ترتكب جرائم حرب تمثلت بإعدام مدنيين عزّل رميا بالرصاص. أنقرة (وكالات) أعدمت فصائل سورية موالية لتركيا بدم بارد مدنيين عزل بمدينة تل أبيض السورية ضمن التوغل التركي بشمال شرق سوريا، بحسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان امس . وتداول امس مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» فيديو للحظة قيام القوات المدعومة من تركيا، مرتزقة الجيش الحر، بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين الأكراد وقتلهم في وضح النهار. ونشر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، فيديو لفصائل سورية معارضة مدعومة من قبل تركيا، تنفذ إعدامات ميدانية بحق أفراد من الإدارة الذاتية الكردية شمال شرق سوريا. وقال المرصد إن «عناصر من الفصائل الموالية لتركيا أقدموا على تنفيذ عملية إعدام ميداني بحق مواطنين ، وذلك بإطلاق النار عليهم من الأسلحة الرشاشة عقب سيطرتهم على الأوتوستراد المؤدي إلى مدينة الحسكة جنوب تل أبيض لوقت قصير قبل أن ينسحبوا منه». وظهر في الفيديوهات عناصر مسلحة تحمل رايات كتب عليها «أحرار الشرقية» يحيطون بأشخاص مقيدة أياديهم، قبل أن يتم إعدامهم بالأسلحة الرشاشة. وسمع في أحد الفيديوهات أحد المسلحين وهو يطلب أن يتم تصويره وهو يطلق النار من بندقيته تجاه الضحايا. وقال السياسي السوري الكردي إبراهيم كابان ان «تركيا ترتكب المجازر بحق المدنيين» أمام مرأى و مسمع العالم و بحضور العديد من وسائل الإعلام العالمية مضيفا أن أنقرة والفصائل المتحالفة معها تقوم بارتكاب المجازر بحق المدنيين في شمال سوريا وشرقها. وتمارس حرب إبادة عرقية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى. وفي سياق آخر فرت عائلات تابعة لعناصر تنظيم "داعش" من مخيم للنازحين في شمال سوريا يقع بالقرب من الأماكن التي تدور فيها المعارك بين القوات الكردية والقوات التركية، حسبما أفادت به الإدارة الذاتية الكردية. وقالت الإدارة إن 785 شخصا من عائلات الارهابيين فروا من المخيم. وذكر بيان أصدرته الإدارة أن «الهجمة العسكرية الهمجية التي تقوم بها تركيا ومرتزقتها أصبحت قريبة من مخيم عين عيسى الذي يضم الآلاف من (أفراد) عائلات التنظيم». وأعلنت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية أمس الأحد أن بلادها «قلقة» لفرار 800 شخص من أفراد عائلات عناصر في تنظيم داعش من مخيم للنازحين في سوريا، داعية أنقرة مرة أخرى إلى «إنهاء تدخلها العسكري» في سوريا «بأسرع ما يمكن». وعلى صعيد دولي ، بعد ألمانيا وهولندا، أعلنت فرنسا تعليق كل مبيعات السلاح إلى تركيا. وحذرت أنقرة من أن هجومها على شمال سوريا يهدد الأمن الأوروبي. وجاء في بيان مشترك من وزارتي الدفاع والخارجية الفرنسيتين مساء أمس الاول «قررت فرنسا، التي تتوقع انتهاء هذا الهجوم، تعليق كل خطط تصدير السلاح إلى تركيا والذي يمكن أن يستخدم في هذا الهجوم. والقرار يسري على الفور». وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أعلن في التاسع من أكتوبر الحالي، إطلاق عملية عسكرية في منطقة شمال سوريا، تحت اسم "نبع السلام". وادعت تركيا أن "العملية تهدف الى القضاء على التهديدات التي يمثلها مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية السورية ومسلحو تنظيم "داعش" وتمكين اللاجئين السوريين في تركيا من العودة إلى ديارهم بعد إقامة "منطقة آمنة".