أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم تصميم دمشق على التصدي للعدوان التركي بكل الوسائل المشروعة، مشدداً على حرمة وسيادة وسلامة ووحدة الأراضي السورية في وقت وقعت فيه اول مواجهة بينهما قرب منبج. دمشق (وكالات) وقال المعلم خلال استقباله المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون والوفد المرافق له في دمشق، إن «حماية الشعب السوري هي مهمة الدولة السورية والجيش السوري فقط، مشيراً إلى أن السلوك العدواني لنظام أردوغان يظهر بجلاء الأطماع التوسعية التركية في الأراضي السورية». وأضاف المعلم أن «السلوك التركي لا يمكن تبريره تحت أي ذريعة، وهو يهدد جدياً عمل لجنة مناقشة الدستور والمسار السياسي ويطيل من عمر الأزمة في سوريا». من جهته، قدّم المبعوث الخاص إلى سوريا عرضاً لوزير الخارجية حول نتائج لقاءاته واتصالاته التي أجراها خلال الفترة الماضية بشأن سوريا، وأيضاً بشأن الانطلاق بعمل لجنة مناقشة الدستور، معرباً عن استعداده لبذل كل ما يطلب منه في إطار مهامه المحددة وفق قواعد وإجراءات عمل اللجنة المتفق عليها. وعبّر بيدرسون عن قلق الأممالمتحدة والأمين العام من التطورات الأخيرة والخطيرة في شمال شرق سوريا والتبعات الإنسانية الجدية الناتجة عنها، داعياً إلى وقف فوري للأعمال العدائية وإلى الابتعاد عن الأفعال التي تعرض المدنيين للخطر وتقوض سيادة سوريا ووحدتها الإقليمية على كل أراضيها، وتزعزع الاستقرار وتعرض الجهود المبذولة على المسار السياسي للخطر. وللمرة الأولى منذ الاجتياح التركي لشمال شرقي سوريا، اشتبكت القوات الحكومية السورية مع قوات تركية وفصائل سورية موالية لها قرب مدينة منبج، حسبما أفادت وكالة «سكاي نيوز عربية». ويبدو أن المواجهات بين الجيشين التركي والسوري في شمال سوريا باتت أمرا حتميا، في ظل تقدم القوات التركية وانتشار القوات الحكومية السورية في المنطقة التي كان المقاتلون الأكراد يسيطرون عليها حتى وقت قريب. وسقط أول جريح من القوات التركية في اشتباكات اندلعت قرب منبج السورية، ووصل مصابا بجروح خطيرة إلى معبر قرقامش قرب جرابلس. وكانت وزارة الدفاع الروسية قالت، اول امس، إن قوات حكومية السورية سيطرت على منطقة مساحتها نحو ألف كيلومتر مربع حول منبج، التي كانت تركيا قد أعلنت الاستيلاء عليها قبل أيام. ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن وزارة الدفاع قولها، إن الجيش السوري سيطر على قاعدة الطبقة الجوية، ومحطتي كهرباء، وعدة جسور على نهر الفرات، حسبما ذكرت وكالة «رويترز». وفي وقت سابق، أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن وحدات من الجيش السوري دخلت مدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي. وأكد قيادي في مجلس منبج العسكري، الذي يسيطر على المدينة، أن القوات «دخلت المدينة وانتشرت على خطوط الجبهة»، وفقا ل»سانا». من جهة أخرى ذكر مسؤول في حزب البعث بالرقة السورية أن القوات الحكومية باتت جاهزة للدخول إلى المدينة، مشيرا إلى أن ذلك قد يحصل في أي لحظة. ونقلت صحيفة «الوطن» السورية عن أمين فرع الرقة لحزب البعث العربي الاشتراكي عبد الإله الهادي قوله، إن خريطة انتشار الجيش في الوقت الحالي في منطقة عين عيسى، «تمهد في الأساس لدحر العدوان التركي». ولفت الهادي إلى الحشود البشرية العارمة التي خرجت لاستقبال الجيش قبل وصوله، مشددا على أن «محافظة الرقة لم تكن يوما إلا مع الدولة وخياراتها».