صراع بين النهضة وحزب قلب تونس، جزء منه مُعلن والآخر تدور رحاه في الكواليس ،بدأ بالاتهامات المتبادلة ووصل الى مرحلة استمالة النواب واستقطابهم استعدادا الى معركة كسر عظام في البرلمان . تونس -الشروق - انتهت كل مراحل الحملات الانتخابية ، وبقيت علاقة حركة النهضة بحزب قلب تونس ،منحصرة في اطار الاتهامات المتبادلة والتأكيد على انهما نقيضان لا يمكن ان يلتقيا في أي تحالف ، وهو يوحي بأن علاقة العداء بين الحزبين ليست مجرد شعار انتخابي هدفه الأساسي استقطاب القواعد الانتخابية . اضعاف قلب تونس خطاب قيادات الطرفين ،بدأ يتّخذ نسقا تصاعديا ،بالتوازي مع حركة متسارعة في كواليس المشهد السياسي ،يمكن تلخيصها في مسارين أساسيين. المسار الأول تعتمده حركة النهضة التي تحاول تجميع ما امكن من كتل برلمانية لتشكيل الحزام البرلماني والسياسي للحكومة ، والتضييق على كتلة قلب تونس ومحاصرتها داخل المشهد البرلماني حتى تُصبح المعارضة البرلمانية اقل وزنا وفاعلية ، وفي هذا السياق تحركت حركة النهضة على جميع الواجهات وفتحت نقاشات مع ائتلاف الكرامة والتيار الديمقراطي وحركة الشعب وعدد من المستقلين. تحاول النهضة سحب البساط من تحت حزب قلب تونس من اجل عزله في المشهد البرلماني ،إضافة الى سيناريو اخر يتم تداوله حاليا في كواليس حزب قلب تونس يقوم أساسا على محاولة استقطاب عدد من نواب الحزب واضعاف الكتلة، وإعادة نفس السيناريو الذي تم اعتماده مع كتلة نداء تونس. الاتصال بعدد من نواب قلب تونس يتم عبر شخصيات من خارج النهضة وتسعى الى استقطابهم للانضمام الى كتل برلمانية أخرى ستمنح ثقتها للحكومة وستشكل الحزام السياسي الداعم لها . هذا المخطط يسعى حزب قلب تونس الى التصدي له من خلال قلب المعادلة والبحث عن توسيع كتله لتصبح اكثر قوة وفاعلية . تحجيم النهضة دخل حزب قلب تونس في نقاشات مطولة مع عدد من النواب المستقلين في محاولة لضمهم الى كتلة الحزب إضافة الى نواب نداء (3 نواب) تونس ونواب مشروع تونس ( 4نواب ) ونواب افاق تونس (نائبين ) ونواب حزب البديل ( 3 نواب ) .. المشاورات مع هؤلاء النواب بعضها بلغ مرحلة متقدمة وبعضها مازال في خطواته الأولى . الاضعاف والتحجيم ،شعار الصراع الدائر حاليا بين حزبي قلب تونس وحركة النهضة ، فقلب تونس يسعى الى اضعاف ائتلاف السلطة وتحجيمه في عدد قليل من النواب وتقوية صف المعارضة ، وحركة النهضة تسعى الى دعم ائتلاف السلطة بأكبر قدر ممكن من الكتل والنواب وتحجيم المعارضة عدديا حتى تتجنب ضعف تاثيرها في العمل البرلماني . إمكانية التوافق كل هذه الصراعات ،يمكن ان تنقلب كليا الى علاقة توافق ،تحت مسميات عديدة انطلاقا من الترويج لمقولة "التعايش" التي تم تبرير تحالف نداء تونس والنهضة بها ، وصولا الى «المصلحة الوطنية « التي يمكن اعتبارها اكثر المصطلحات استعمالا عند الانقلاب في المواقف . دخول الحزبين في علاقة توافق ليس امرا مستحيلا خاصة وان حركة النهضة في حاجة اكيدة الى كتلة قلب تونس ( 38 نائبا ) لتوفّر عليها عناء مناقشة المستقلين والأحزاب التي يُعتبر تمثيلها في البرلمان ضعيفا ، ومن مصلحة حركة النهضة الدخول في تحالف مع حركة قلب تونس حتى يكون الحزام السياسي الداعم للحكومة اكثر قوة وصلابة. إضافة إلى تقديم صورة الحزب «الجامع» لكل الحساسيات السياسية.اما حزب قلب تونس فمن مصلحته أيضا الانضمام الى ائتلاف السلطة حتى يتمكن من المحافظة على تماسك كتلته البرلمانية ، فبقاء كتلة هذا الحزب في المعارضة يمكن ان تعصف بكتلته البرلمانية وتضعفها خاصة مع الاغراءات الكبرى التي تُقدم للنواب لشق الانضباط الحزبي ومنح الثقة للحكومة او التصويت لصالح مشاريع القوانين التي تقدمها. ومن مصلحة حزب قلب تونس أيضا التدرب على إدارة الدولة حتى يصبح «حزب حكم». الممارسة السياسية لها منطقها الخاص ،ويمكن ان يكون مناقضا للخطاب السياسي ، وهو ما يحيل الى ان علاقة النهضة بقلب تونس يمكن ان تسير في كل السياقات ، خاصة وان الامر يتعلق بتشكيل حكومة يمكن ان تكون مفتوحة على محاصصة حزبية ، وتقاسم للمناصب . القروي زعيم المعارضة اعتبر القيادي في حزب قلب تونس أسامة الخليفي أن رئيس الحزب نبيل القروي هو زعيم المعارضة اليوم، مشيرا الى ان الشعب هو الذي اختار له هذا الدور، بمنحه المرتبة الثانية في الانتخابات التشريعية ،وشدد أسامة الخليفي على ان حزب قلب تونس سيراعي مصلحة البلاد في كل القرارات والمواقف. النهضة لن تتحالف مع أحزاب فاسدة قال القيادي في حركة النهضة عبد اللطيف المكي ان حركة النهضة ستنجح في تشكيل حكومة رغم كل العراقيل التي يتم وضعها امامها. وأضاف المكي في تصريح اعلامي ان النهضة منفتحة على جميع الاطراف السياسية ما عدا الاحزاب التي تحوم حولها شبهات فساد مشيرا الى حزب قلب تونس .