تونس «الشروق»" يذكر الجميع اللقاء الذي تم نهاية الأسبوع الماضي بين الامين العام للمركزية النقابية نورالدين الطبوبي ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي.. اللقاء كان قد تم في مقر اتحاد عمال المغرب العربي وكان مناسبة هامة وجدية ليسمع فيها رئيس حركة النهضة موقف الامين العام نورالدين الطبوبي وبالتالي موقف الاتحاد من المشاركة في الحكومة الجديدة... في ذلك اللقاء كان موقف الاتحاد واضحا وكان الطبوبي صريحا وأعلن لراشد الغنوشي ان الاتحاد العام التونسي للشغل غير معني باي شكل من الأشكال بالمشاركة في أيّ حكومة كانت... الامين العام نورالدين الطبوبي اكد أيضا لرئيس حركة النهضة ان الاتحاد العام التونسي للشغل لن يقترح أي اسم ولا أي شخصية لتكون ضمن تشكيلة الحكومة الجديدة... الحكم موقف الاتحاد هذه المرة كان واضحا والرسالة التي تلقاها رئيس حركة النهضة من الاتحاد ان الحزب الفائز في الانتخابات من حقه كما من واجبه الحكم وتشكيل الحكومة وتحمل مسؤولياته تجاه الشعب وتجاه الدولة... كان الامين العام نورالدين الطبوبي من اكثر المتمسكين بعد انتخابه أميناً عاما للاتحاد بالانسحاب مما سمي حينها بوثيقة قرطاج والتي كانت وراء تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي سرعان ما تصدعت خاصة بعد الخلاف العميق بين رئيس الجمهورية الراحل الباجي قائد السبسي ورئيس الحكومة يوسف الشاهد... وكان الطبوبي صريحا وواضحا أيضا حين دعا الى استقالة رئيس الحكومة باعتبار ان حكومة يوسف الشاهد فشلت في تحقيق الاستحقاقات التي تعهدت والتزمت بها فقد كان الوضع الاقتصادي صعبا وحالة الاحتقان الاجتماعي تزداد وكان الوضع السياسي تنخره الصراعات والخلافات وأيضا الدسائس والحروب الداخلية... ادرك الامين العام نورالدين الطبوبي حينها ان الاتحاد من الأفضل له الانسحاب مما يعرف بوثيقة قرطاج وعدم التورط في معارك سياسية قذرة خاصة وان حركة النهضة دخلت في خلاف مع الباجي قائد السبسي وتمسكت برئيس الحكومة يوسف الشاهد... مسؤولية ليس من المريح للاتحاد التورط والدخول في الحكومة الجديدة فالاتحاد العام التونسي للشغل له مطالبه ومطالب كل العمال والأجراء والموظفين وتحقيقها يؤدي حتما الى خلافات وصدامات مع الحكومة ، أي حكومة كانت ... كما ان على الحزب الفائز في الانتخابات ان يتحمل المسؤولية، فحركة النهضة فازت في الانتخابات وقدمت وعودا للناخبين ووعدت التونسيين بحلول وبرامج كما دعا رئيسها الى انتخاب قيس سعيد مؤكدا ان ذلك سيحقق الانسجام في الحكم وليس الان أو غدا من مصلحة الاتحاد العام التونسي للشغل ان يكون طرفا في الحكم... لقد تفطن الطبوبي للخطإ الذي وقع فيه الاتحاد حين أصبح طرفا في حكومة الوحدة الوطنية التي تحولت الى حلبة للصراعات السياسية والحزبية والصراع بين رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية بل ان الاتحاد تحول حينها الى طرف في الصراع... ملفات امام الحكومة الجديدة التي سيشكلها حزب النهضة ملفات كثيرة وخطيرة وأمامها مهمات صعبة ومن واجبها حلها فكل الناخبين في الانتظار ولا مجال لمزيد من الصبر بعد فشل السنوات الماضية وإخفاق كل الحكومات في تحقيق ما وعدت به... اتحاد الشغل سيواصل دوره وسيتمسك بمطالبه ولن يكون طرفا في أي حكومة تتشكل...