المحنة التي يمرّ بها النجم هذه الأيام لا يجب معالجتها بطريقة سطحية وتلفيقية لكن المطلوب ايضا غلق الملف وتجاوز الأمر بأسرع ما يكون حتى لا تتعطّل مصالح الفريق وتزيد الأوضاع تعقيدا لأن استقالة رئيس الجمعية ليست حدثا هينا على الاطلاق. أسباب استقالة شرف الدين تؤكد مصادر قريبة من الرئيس المستقيل رضا شرف الدين ان استقالته جاءت بسبب الضغط الجماهيري والمطالبة برحيله وتحميله لمسؤولية كل كبوات ونكسات الفريق ومعارضته في مختلف القرارات والاختيارات خاصة بعد التحاقه بحزب «قلب تونس». قرار انسحاب شرف الدين جاء مباشرة بعد استقالة كريم حقي من منصب المدير الرياضي واستقالة المهدي العجيمي من خطة رئيس فرع كرة القدم وكذلك استقالة عادل غيث من خطة كاتب عام النادي إلى جانب استقالة عماد المهذبي من منصب مدير رياضي. «النائب» بين خليفة والعجيمي عملا بالفصل 48 من القانون الأساسي لجمعية النجم الساحلي تولى نائب رئيس الجمعية الحبيب السايح سد هذا الشغور في ما تبقى من المدة النيابية في حال لم يتم الإعلان عن عقد جلسة عامة انتخابية استثنائية. ومن المنتظر أن تسند خطة نائب الرئيس إلى فيصل خليفة على حساب المهدي العجيمي الذي يلقى معارضة جماهيرية شديدة. اليوم اجتماع طارئ مباشرة بعد استقالة رضا شرف الدين سارعت الهيئة المديرة إلى عقد اجتماع ترأسه نائب رئيس الجمعية الحبيب السايح وبحضور جميع الأعضاء للنظر في مستجدات الوضع الراهن والخروج بخارطة طريق تخص المرحلة المقبلة. هذا الاجتماع لم يفض إلى نتائج هامة وقد اتفق الجميع على عقد اجتماع طارئ اليوم أو غدا لتدارس الوضعية المالية والقانونية للجمعية. الاجتماع سيكون بحضور نائب رئيس الجمعية الحبيب السائح والأعضاء المهدي العجيمي وفيصل خليفة والأستاذين حمودة بوعزة وغازي بن عثمان وكذلك أحمد القفصي الذي تغيب عن الاجتماع الأول لأسباب خاصة. هذا ولم تُقبل استقالة شرف الدين إلى يومنا هذا. تخوّفات اللاعبين والإداريين أفرز قرار استقالة شرف الدين ردود فعل واسعة داخل عائلة فريق جوهرة الساحل وحتى خارجها. واتفقت الأغلبية الساحقة على أن استقالة شرف الدين من منصب الرئاسة ستكون لها انعكاسات سلبية مباشرة على مستقبل الجمعية التي استفادت طيلة أكثر من 8 سنوات من الاستمرارية الإدارية ومن سخاء رئيسها الذي أنفق أموالا طائلة في سبيل إنجاح المسيرة الرياضية لمختلف الفروع وإسعاد الجماهير. من المعوض؟ إذا ما تمسك شرف الدين بقرار الاستقالة وهذا مرجح فإن هناك «سيناريو» لا يستبعده الكثيرون وهو أن يؤدي ذلك إلى الفراغ وغياب الدعم. صحيح أن النجم الساحلي لا يتوقف على أحد لكن في الظرف الحالي فإن غياب البديل الذي تتوفر فيه الشروط اللازمة سيكون مشكلا كبيرا وهذا ما يعترف به معارضو شرف الدين قبل مؤيديه. وكما ذكرنا في عدد سابق فإن الاستقالة ستلقي بظلالها على وضع النجم نظرا لخلو الساحة من الشخص المناسب المستعد لضخ الأموال شهريا ومجابهة المصاريف اليومية الضخمة وحتى «كبار الفريق» كما اصطلح على تسميتهم فلم يسبق لواحد منهم ان دفع مبالغ مثل التي وفرها الرئيس المستقيل ومن المستبعد جدا أن يبادروا الى تحمل المسؤولية لأنهم يعرفون ان المسؤولية ثقيلة وتتطلب تفرغا وامكانات ضخمة. وتبعا لذلك من المستحيل تكرار سيناريوهات تعويض الرؤساء القدامى عثمان جنيح ومعز إدريس وكمون وحافظ حميد بطريقة سلسة ودون تأثيرات سلبية.. استنفار عاشت كافة الصفحات المحسوبة على الفريق في الفايسبوك أمس حالة استنفار بعد ان تم تداول صورة تشير الى فسخ النجمة المرسومة على «حجرة بوجعفر» والتي تكتسي أهمية رمزية لاحباء الفريق ورسم صورة الرئيس قيس سعيد بدلا عنها وقد اختلفت التأويلات حول هذا الموضوع بين من يعتبر ما حدث عملية عفوية ومن يرى في هذا الامر عملية مقصودة الهدف منها «تلغيم» علاقة جمهور النجم برئيس الجمهورية ومن حسن الحظ أن النجمة ظلت في مكانها ولم يتم فسخها كما تبادر الى الاذهان لينصب الاهتمام مجددا على التحديات الرئيسية التي تنظر الفريق.