اقتلع المنتخب تأشيرة الترشّح إلى ال»شان» في مدينة «سلا» المغربية الضّاربة في أعماق التاريخ والمشهورة أساسا بكرة السلة. هذا المكسب تحقّق على حساب ليبيا التي لم تكن قادرة على الصّمود أمام «المَاكينة» التونسية في ظل هِجرتها القَسرية وبِطالتها الكروية. وقد جاء عُبور الفريق الوطني إلى بطولة افريقيا للاعبين المحليين ليصنع فرحة «صَغيرة» في انتظار أفراح أكبر وأضخم بمُناسبة التصفيات المُؤهلة ل ال»كان» والمُونديال. مكسب مُهمّ تتعرّض ال»شان» إلى كل أنواع التقزيم والتهميش وقد بلغ الأمر حدّ مُقاطعتها. وحصل هذا السيناريو مع مصر وحتّى مع منتخبنا الوطني الذي اختار بملء إرادته عدم المُشاركة في دورة 2018. ورغم أن هذه المسابقة الناشئة لا تحظى بالاهتمام ومازالت تبحث عن الاعتراف بها فإن تواجد منتخبنا الوطني في ال»شان» يبقى من المكاسب المُهمّة. ومن المعروف أن تونس تحصّلت على لقب ال»شان» في 2011 كما أنها كانت حَاضرة في دورة 2016. ومن هذا المُنطلق يُمكن القول إن منتخبنا يُعتبر من الأرقام المُهمّة في هذه المُسابقة ومن الضروري أن يحافظ على المكاسب المُنجزة ولِمَ لا تدعيمها بكأس جديدة ومن شأنها أن تُدخل الفرحة على التونسيين كما حصل مع جيل القصداوي والدراجي والمساكني والذوادي... المنذر كبيّر يَستفيد لاشك في أن المنذر كبيّر كان أسعد السُعداء بتأهل تونس إلى نهائيات ال»شان». ومن شأن هذا المكسب أن يُعزّز ثقة الجمهور التونسي في مدرب المنتخب خاصّة أنه مازال في البدايات ويُصارع لوضع بصمته وتأكيد جدارته بهذا المنصب الرّفيع. كما أن هذا المكسب قد يُساهم في تثبيت المنذر كبيّر ومُعاونه عادل السليمي في منصبيهما. هذا في انتظار الاختبارات الحقيقية على هامش التصفيات المُؤهلة إلى «كان» الكامرون 2021 والمُونديال القطري في 2022. في التوقيت المُناسب تَتضاعف أهمية ترشّح تونس إلى ال»شان» بالنظر إلى توقيته. ومن المعلوم أن الجماهير التونسية عاشت مؤخّرا على وقع خيبتين: الأولى في «كان» مصر والثانية في التصفيات المُؤهلة لكأس افريقيا للشبان والمُرشّحة بدورها إلى أولمبياد اليابان 2020. وقد كانت المنتخبات الوطنية في حاجة أكيدة إلى استعادة الروح ولو عبر الترشح إلى مُسابقة «هَامشية» مِثل بطولة افريقيا للاعبين المحليين. لا للتّضخيم بعد تثمين المكسب الذي حَقّقه منتخب المحليين من الضروري التنبيه إلى حجم النقائص التي وجب على الإطار الفني معالجتها لتذهب تونس إلى الكامرون وعينها على لقب ال»شَان» لا من أجل الإكتفاء بشرف المُشاركة. وقد كان المنذر كبيّر واعيا بهذا الجانب وقال إن منتخبنا طار فرحا بالتأهل لكن هذه النّشوة لن تُغمض الأعين عن جُملة الاصلاحات التي يحتاجها الفريق ليُصبح أقوى وأنجع. وقد فاز منتخبنا بثلاثة أهداف لهدف على مجموع مُقابلتيه ضدّ ليبيا. ولم تُخف هذه النتيجة الصُعوبات التي واجهها فريقنا دفاعا وهُجوما رغم أن مُنافسنا يلعب خارج بلده ويُراهن على عناصر لم تنشط مع أنديتها منذ شهر أفريل الفارط نتيجة ايقاف الدّوري اللّيبي لدواع أمنية. ويعرف المنذر كبيّر في قرارة نفسه أن إزاحة ليبيا من تصفيات ال»شَان» ليست مقياسا لتحديد المستوى الحقيقي لمنتخب المحليين الذي شرّفنا في المغرب وأعاد لنا الأمل في منتوجنا المحلي خاصّة في ظل «الغَزو» الذي تتعرّض له بطولتنا من قبل لاعبي شمال افريقيا وهم خطر كبير على كرتنا وهذا ما ستُؤكده الأيام. مشاركة المنتخب في أرقام ضَمن المنتخب الترشّح ل «الشَان» للمرّة الثالثة في تاريخه (2011 - 2016 - 2020). سجّل المنتخب 3 أهداف في مجموع مُقابلتيه ضدّ ليبيا وجاءت الأهداف التونسية الثلاثة عن طريق أنيس البدري. اعتمد المنذر كبيّر على 20 لاعبا في المُواجهة المُكرّرة ضدّ ليبيا.