بعد اختبارين وديين أمام مُوريتانيا والكوت ديفوار، يدخل المنتخب اليوم في الجديات وستكون البدايات بمواجهة الجارة ليبيا في نطاق التصفيات المُؤهلة لبطولة افريقيا للاعبين المحليين أوما يُعرف اختصارا ب"الشَان". وكلمة "شان" ليست مُستوحاة من اسم الأسطورة العالمية في "الأكشن" والكُوميديا "جاكي شان" وإنّما هي "فكرة" جادت بها قريحة المَلك السّابق للكرة الافريقية "عيسي حياتو" الذي قرّر بعث مسابقة مُوازية ل "الكَان" ويقتصر فيها الحُضور على العناصر الناشطة داخل التُراب الإفريقي. وبغضّ النّظر عن الأهداف الرياضية والتِجارية لهذه المسابقة الافريقية الناشئة فإن منتخبنا الوطني شارك في هذه التظاهرة "الصّغيرة" ونجح في الظفر بلقبها عام 2011 بقيادة سامي الطرابلسي. وتبدو الفرصة مُلائمة ليترشّح الفريق الحالي إلى نهائيات ال"شان" ويسترجع اللّقب الذي فاز به جيل الدراجي والتراوي والذوادي والقصداوي والمساكني وسط فرحة شعبية كبيرة خاصّة أن ذلك المكسب جاء في فجر "الثورة" التونسية. حلم استعادة هذه الكأس يبدأ اللّيلة في رادس عندما نصطدم بالشقيقة ليبيا وفي الأذهان تحقيق نتيجة مُريحة ومن شأنها أن تضمن لفريق المنذر كبيّر العُبور إلى النهائيات وتفادي "الغَصرات" في لقاء الإياب الذي من المُقرّر أن يدور في ضيافة المغرب. وهذا الإجراء فرضته الأوضاع الأمنية الصّعبة التي تعيشها جارتنا في الجغرافيا وأختنا في اللّغة والدين. ويعرف مدربنا الوطني الجديد المنذر كبيّر أنه أمام حتمية الضرب بقوّة في هذا "الدربي" المغاربي خاصة في ظل التشكيك المُستمرّ في قدرته على النُهوض ب"النُسور". ولا يخفى على أحد أن الكثيرين يعتبرون أن المنذر "صغير" على هذا المنصب الكبير وهوما يفرض عليه تفنيد هذه الآراء وذلك من خلال تقديم عروض كروية قوية في مُواجهة الأشقاء. وتَتضاعف الضغوطات المُسلطة على فريق المنذر كبيّر في ظل الأداء الباهت الذي ظهر به في المُقابلتين الوديتين أمام مُوريتانيا والكوت ديفوار. كما أن جامعة الكرة في أشدّ الحاجة إلى الفوز في ظلّ "المِحن" التي تُواجهها في الفترة الحالية. فقد تلقّت الكرة التونسية ضربة مُوجعة على إثر ضياع "الحلم الأولمبي" فضلا عن الانطلاقة "الباردة" لفريق المنذر كبيّر. وقد ازدادت الصُورة قتامة إثر انفجار قُنبلة الرّهانات الرياضية التي تورّطت فيها جهات تونسية وكانت الصّدمة أكبر بعد "رسوب" الجريء وجماعته في الانتخابات الرئاسية التي راهنت خلالها الجامعة على مرشّح خَاسر. إن كلّ المُعطيات تؤكد الأهمية البالغة للمُباراة المُنتظرة ضدّ ليبيا الحالمة بإحداث "المُفاجأة" في رادس "سلاحها" في ذلك مواهبها الكروية التي لا "تموت" وأيضا تاريخها المعروف في مُسابقة الشان. ومن المعلوم أن ليبيا كانت قد قهرت الصِّعاب وفازت ببطولة افريقيا للاعبين المحليين عام 2014. ولاشك في أن منتخبنا الوطني سيقرأ ألف حساب لهذا المنافس العَنيد والذي سبق له أن أحرجنا في عدّة مناسبات نستحضر منها على سبيل الذِّكر لا الحَصر ليلة الترشح إلى المونديال حيث فرض علينا الأشقاء التعادل بالأصفار وحكموا على فريق معلول بأن يعيش "غصرة" كبيرة في رادس بالذّات. البرنامج ذهاب التصفيات المُؤهلة لبطولة افريقيا للاعبين المحليين (2020) في رادس (س19 و15 دق): تونس - ليبيا (الحكم الجزائري عبد الرزاق عرب) ملاحظة: من المقرّر أن يدور لقاء الإياب يوم 20 أكتوبر في المغرب سِجل المنتخب التونسي في ال«شَان» 2009: لم يشارك (انهزم في التصفيات أمام ليبيا) 2011: فاز باللّقب (بقيادة سامي الطرابلسي) 2014: لم يشارك (انهزم في التصفيات أمام المغرب / فترة نبيل معلول) 2016: بلغ الدّور ربع النهائي (بقيادة المدرب "المُؤقت" حاتم الميساوي) 2018: لم يشارك بقرار من الجامعة