بعد الخيبة الكبيرة في ال"كان" يقف المنتخب اليوم أمام فرصة جيّدة لتحقيق فرحة صَغيرة من بوّابة ال"شان". ولم يعد يفصلنا سوى شوط واحد عن نهائيات بطولة افريقيا للاعبين المحليين التي كنّا قد فُزنا بلقبها "الشرفي" في فجر الثورة بقيادة سامي الطرابلسي. هذا الشوط الحاسم والفاصل سيكون ضدّ ليبيا وفي ضِيافة المغرب وهو إجراء فرضته الأوضاع الأمنية المُنفلتة في بلد طارق التايب الموجود في صدارة ال"كوارجية" الذين صَنعوا الفُرجة والمُتعة في الملاعب التونسية. حُظوظ منتخبنا تبدو وافرة للعُبور إلى ال"شان" خاصّة في ظلّ الأسبقية التي حققّها أبناء المنذر كبيّر أثناء لقاء الذهاب في أولمبي رادس. وكان منتخبنا الوطني للاعبين المحليين قد انتصر على شقيقه الليبي بهدف لصفر سجله أنيس البدري. ورغم أن هذه الأفضلية تبدو طفيفة وغير مُطمئنة فإنها قد تحسم وثيقة الترشّح إلى النهائيات المُنتظرة عام 2020 في الكامرون. ومن المُؤكد أن التقدّم الذي حقّقه المنتخب التونسي في مباراة الذهاب سيجعل الأشقاء تحت الضّغط وفي صِراع مرير مع الوقت خاصة أنهم في حاجة إلى هدفين على الأٌقل لقلب الأوضاع وانتزاع بطاقة التأهل وذلك على عكس فريقنا الوطني الذي يكفيه التعادل ليتجاوز "الفخّ" الليبي ويضمن المُشاركة في نهائيات ال"شان" التي قال عيسى حياتو في وقت ما إنها تُشكّل المستقبل الحقيقي للكرة الافريقية. وبالتوازي مع أسبقية الذهاب يُراهن منتخب المحليين على تقاليده العريقة في المُنافسات القارية. ومن المعروف أن فريقنا الوطني "عُضو قار" في ال"كَان" كما أنه خَبير بأجواء ال"شَان" التي تحصّل على لقبها في 2011 بفضل جيل زهير الذوادي ومجدي التراوي وأسامة الدراجي وسلامة القصداوي وخالد القربي ويوسف المساكني...وغيرهم. المسؤولية المُلقاة على اللاعبين الحاليين ومدرّبهم المنذر كبيّر مُضاعفة خاصّة أن مُنتخباتنا الوطنية فقدت مُؤخّرا حلم الأولمبياد ومرّت بجانب الحدث على هامش المُونديال وال"كَان". وهذا ما يجعل فريق المحليين أمام حتمية التعويض من بوّابة ال"شَان". وقد يكون العُبور إلى بطولة افريقيا للاعبين المحليين الخطوة الأولى على درب النجاح والإصلاح بقيادة المنذر كبيّر العارف حتما بأن السقوط في "فخّ" ليبيا (لا قدّر الله) قد يَنسف "المشروع" برّمته ويدفع وديع الجريء إلى عَزله في قلب المغرب التي يريد رئيس جامعتنا أن يخرج منها برأس مرفوع ودون التَعرّض إلى "الشّماتة" من قبل فوزي لقجع وغير مِمّن توهّموا بأن الكرة قد تمسّ العلاقات القوية بين تونس والمغرب وهي أكثر من شقيق مثلها مثل ليبيا وسائر البلدان العربية. ولن يرضى منتخبنا بغير العُبور دفاعا عن سمعته بين الأمم. وسيكون من المُخجل أن نفشل في التأهل إلى مُسابقة "ضعيفة" مثل ال"شان" وعلى يد مُنافس عَاطل عن النشاط منذ أشهر طويلة بفعل لعنة الحُروب الدائرة في ليبيا المُجبرة على استقبال فريقنا في ميدان "مُحايد" وهو ملعب أبوبكر عمّار في سلا المغربية. وستكون الكرة في شباك اللاعبين لإقتلاع تأشيرة الذهاب إلى الكامرون والتأكيد على أن منتوجنا الكروي المحلي مازال بخير رغم الزّحف الكبير للاعبين المَغاربة والمُهاجرين التونسيين على أنديتنا ومُنتخباتنا الوطنية. ولا صوت يعلو فوق صَوت ال"نسور". سِجلّ المنتخب التونسي في ال«شَان» 2009: لم يشارك (انهزم في التصفيات أمام ليبيا) 2011: فاز باللّقب (بقيادة سامي الطرابلسي) 2014: لم يشارك (انهزم في التصفيات أمام المغرب / فترة نبيل معلول) 2016: بلغ الدّور ربع النهائي (بقيادة المدرب "المُؤقت" حاتم الميساوي) 2018: لم يشارك بقرار من الجامعة 2020:؟ المتوّجون بلقب بطولة إفريقيا للاعبين المحليين 2009: الكونغو الديمقراطية 2011 : تونس 2014 : ليبيا 2016 : الكونغو الديمقراطية 2018 : المغرب البرنامج إياب الدور الأخير من التصفيات المُؤهلة لبطولة افريقيا للاعبين المحليين (الكامرون 2020) ملعب أبوبكر عمّار بمدينة سلا المغربية (س17): ليبيا - تونس (الحكم الغمبي مادو جالو) نتيجة الذهاب: 1 مُقابل 0 لفائدة تونس (هدف أنيس البدري)