خطاب رئيس الدولة الذي ألقاه إثر أدائه اليمين الدستوري في مقر مجلس النواب بباردو حرّك سواكن كل المواطنين، حيث مثلت مضامين الخطاب محاور حديث النّاس في مقرات العمل وفي المقاهي وفي البيوت والساحات.. وأفاض التونسيون في تقييم هذه المضامين وجاءت آراؤهم مثمّنة إجمالا إذا استثنينا الجدل الذي أثارته مسألة التبرّع بيوم عمل طيلة خمس سنوات التي فرقت التونسين بين رافض وبين داع لأن يكون الاقتطاع اختياريا. «الشروق» وحرصا منها على تبليغ صوت المواطن حيثما كان رصدت ردود الأفعال في تونس الكبرى وفي مختلف جهات البلاد. تونس الكبرى وغاب الحديث عن الفساد والتهرّب الضريبي تونس (الشروق): اثار خطاب رئيس الجمهورية قيس سعيد الذي القاه امس تحت قبة البرلمان بمناسبة تنصيبه ردود فعل متناقضة في الشارع التونسي بين منتقد ومرحب بما جاء على لسانه حول التبرع بيوم عمل لمدة خمس سنوات لخزينة الدولة. انشغل الراي العام امس بمسالة التبرع بيوم عمل لميزانية الدولة التي جاءت في خطاب رئيس الجمهورية وانقسمت ردود افعال التونسيين حول هذه المسالة بين معرض ومؤيد للمقترح. كما انتقد عديد التونسيين توقيت بث الخطاب الذي لم تتمكن فئة واسعة من متابعته بسبب ضغوط العمل ودعوا الى برمجة مثل هذه الخطابات المهمة في اوقات تكون خارج التوقيت الاداري لمتابعتها. ضد الاقتطاع عبر العديد من الموظفين بالخصوص عن رفضهم لفكرة الاقتطاع من بينهم لمياء بحيري التي ذكرت لن التبرع بيوم عمل من قوتسي و قوت اطفالي لتسديد ما اهدره الحكام ومن يقف وراءهم من فاسدين واضافت انا واسرتي احق براتبي من التبرع خاصة وانني ادفع ما يكفي من الاداءات في حين تتهرب فئة واسعة من دفع الضرائب. وفي ذات السياق ذكر مصباح الجدي ان التبرع بيوم عمل شهريا طيلة 5 سنوات لخزينة الدولة امر مرفوض طالما هناك إقتطاع مماثل بنسبة1%من الأجر اذ كيف نتبرّع لدولة نهبها رجال الأعمال الفاسدين يمكن ان نتبرع بأكثر من يوم عمل لو يتم إسترجاع الأموال المنهوبة ويتم تسوية وضعية المتهربٍين الجبائيين...وقد تشابهت عدة شهادات مع هذا الموقف الرافض لفكرة التبرع بيوم العمل وهو كل ما تبقى في اذهان تقريبا لمتابعي خطاب الرئيس كما تمت الدعوة الى محاسبة المتهربين من دفع الضرائب بل ذهب البعض الى دعوة الرئيس وسائر الوزراء ونواب الشعب الى التبرع بنسب من رواتبهم لميزانية الدولة للتخفيف من عبء الدين الخارجي. مع الاقتطاع من جهة اخرى دعت اصوات عديدة الى فهم الخطاب وهناك من حاول تفسيره للمواطنين على غرار منال التي ذكرت «فكرة التبرع بيوم عمل لم تكن فكرة أو مقترح الرئيس قيس سعيد وإنما ذكر أن حماس الشباب و الشعب بصفة عامّة دفع بهم إلى حدود التبرع من منطلق الحدّ من التداين. وما جاء على لسانه تحديدا هو «شعبنا العظيم يوجه الى الجميع اليوم رسالة واضحة انه يريد المساهمة في تخطي كل الحواجز فقد اعلم الكثيرون في تونس وخارج تونس عن ارادتهم للتبرع كل شهر بيوم عمل لمدة خمس سنوات حتى تفيض خزائن الدولة وحتى نتخلص من التداين والقروض» من جهتها ذكرت فريدة بن صالح مبروك لتونس وبالتوفيق لقيس سعيد ولكن رئيس تونس ليس فوق النقد فهو موظف يشغل منصب رئيس الجمهورية وقد اختاره الشعب لنظافة اليد وبالنسبة للتبرع بيوم عمل بتعلة ان الشباب اقترح ذلك فليكن الامر اختياريا وليس وجوبا لمن اراد ذلك واقترحت ان يتم اعطاء ضمانات لعدم هدر اموال التونسيين والتاكد من انها انفقت في ما ينفعهم ولم تنهب كما حدث مع صندوق 26 واضافت « لو كان لا بد من التبرع بتعلة خلاص الديون و غيرها فلنبدا برجال السياسة خاصة في البرلمان ورجال الاعمال والمتهربين من الضرائب. سيادة القانون من جهة اخرى اختلفت ردود فعل التونسيين حول الخطاب فذكر نزار حميدي مدير دار ثقافة ان خطاب الرئيس امس ارتقى الى تطلعاته رغم امه لم يتابعه كاملا بسبب التزاماته المهنية واعتبر انه تمكن من خلاله من التاكيد بانه رجل دوله مطلع ومتمكن من برامجه واكد اهمية سيادة القانون. كذلك امال ذكرت انها لم تتابع كل الخطاب لكن المقتطفات التي تابعتها اظهرت رئيس الدولة منضبطا وله كاريزما وحضور ومتمكن من اللغة العربية التي يتقنها في انتظار تجسيد الامال المعلقة به في الواقع ولدى ممارسة نشاطه كما اكدت ان للمحيطين به دورا كبيرا في نجاحه من عدمه في الفترة القادمة. من جهته ذكر جعفر ان توقيت بث الخطاب لم يكن يسمح للكثيرين بمتابعته خاصة انه في الفترة التي يكون فيها المواطنون مشغولون بالعمل والدراسة لكن المهم ان يكون تواصل رئيس الدولة مع الشعب متواصلا لبث الطمانينة. عبد الباسط الخليفي نقابي يذكر انه لم يشاهد خطاب الرئيس لكنه يثق في ما يقول فقد انتخبه لنزاهته وثقته في انه سيكون في مستوى مسؤولية المهمة التي اوكلها له الشعب عبر الصندوق. كذلك خليل الطاهري يامل ان يحرص رئيس الدولة على تطبيق القانون على الجميع وهو ما ينتظره منه الشعب ويتفق معه نزار رحيلي مضيفا تابعت الخطاب وانا مطمئن الى تونس الجديدة التي سنتمتع من خلال العيش فيها بالعدالة. وهو ما ترجوه عايدة الجلاصي بدورها وتضيف كل ما رجوه ان تكون الحكومة القادمة والمحيطين بالرئيس معه في تحقيق برامجه وان يكون خلاص تونس على يديه. كذلك ترى وجدان انها تامل ان يتحقق في عهد الرئيس قيس سعيد احلام الشباب الذين ساندوه وان يتم القضاء على البطالة واصلاح التعليم وتحقيق العدالة والنمو الاقتصادي.. وعموما جاء على لسان عدد من التونسيين ان اغلب ما جاء في الخطاب لا يعدو ان يكون مجرد شعارات مالوفة سمعوها كثيرا في خطب تنصيب الرؤساء فالكل يعد بانفاذ القانون وعلوية المؤسسات واحترام الدولة والمقترح الواقعي الوحيد القابل للتحقيق هو مسالة الاقتطاع في حين غاب الحديث عن المحاسبة والتهرب الضريبي والفساد وغلاء المعيشة…