نفى مدير أيام قرطاج الثقافية للإبداع المهجري، محمد أحمد القابسي، أن تكون هناك نية لإلغاء هذا المهرجان من قبل وزارتي الشؤون الثقافية والشؤون الاجتماعية، الشريكتين في تنظيمه. تونس (الشروق) أكد مدير أيام قرطاج الثقافية للإبداع المهجري والمستشار الثقافي لوزير الشؤون الاجتماعية، الدكتور محمد أحمد القابسي، أن الدورة الثانية من مهرجان أيام قرطاج الثقافية للإبداع المهجري، ستنعقد خلال الأسبوع الأول من شهر جانفي من العام 2020، مشيرا إلى أنه كان من المتوقع أن تنعقد الدورة الثانية خلال شهر ديسمبر المقبل، لكن تعذر ذلك لأن مدينة الثقافة، الفضاء الذي يحتضن فعاليات المهرجان، سيحتضن في تلك الفترة اختتام تظاهرة تونس عاصمة للثقافة الإسلامية، وتظاهرات ثقافية أخرى. وأضاف محدثنا في ذات السياق: «كان من المتوقع أيضا أن تنعقد الدورة الثانية من المهرجان في شهر أكتوبر الجاري، على غرار الدورة الأولى، لكن الاستحقاقات الانتخابية، وتنظيم أيام قرطاج الموسيقية، وأيام قرطاج السينمائية، استوجبت تأجيل انعقاد الدورة الثانية من أيام قرطاج الثقافية للإبداع المهجري، لترى هذه الدورة النور مجددا خلال الأسبوع الأول من شهر جانفي المقبل، وبالتالي المهرجان أجل ولم يلغ..». مقاربة الدولة وأبرز السيد أحمد القابسي، أن رئيس الحكومة يوسف الشاهد، أعلن في افتتاح الندوة الوطنية للتونسيين بالخارج يوم 31 جويلية 2019، عن قرار الحكومة مأسسة مهرجان أيام قرطاج الثقافية للإبداع المهجري، بما يجعله تظاهرة سنوية تكرّس البعد التشاركي للعمل الثقافي، لذي يهدف إلى تمكين كل فئات المجتمع التونسي من حقهم الدستوري في الثقافة داخل الوطن وخارجه، مضيفا أن دوافع تأسيس هذا المهرجان تترجم المقاربة الجديدة للدولة التونسية، في التعاطي مع ملف الهجرة... وتابع في هذا الصدد: «لقد تميزت الهجرة ببروز طاقات إبداعية تونسية في أعلى قمم التميز في كل الفنون، مما جعل الدولة تولي اهتماما خاصا لهؤلاء المبدعين من حيث الرعاية وتمكينهم من تقديم ابداعاتهم داخل الوطن، خاصة تلك المواهب التي برزت من الجيلين الثاني والثالث للهجرة والذين يعانون من أزمة هوية وانتماء، وهذا ما يؤكد خيار وزير الشؤون الاجتماعية محمد الطرابلسي بتحويل المراكز الاجتماعية إلى مراكز ثقافية اجتماعية، هذا إضافة لما تقوم به الدولة من جهود في نسج منظومة جديدة للدبلوماسية الثقافية، كقوة ناعمة تسهم في رسم صورة مشرقة لتونس». كما أكد السيد محمد أحمد القابسي، أنه سيصدر قريبا أمر حكومي يتعلق بإحداث مهرجان أيام قرطاج الثقافية للإبداع المهجري، وأن وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين، وافق على أن يكون للمهرجان علاوة على مديره الحالي، مدير تنفيذي وهو السيد محمد الهادي الجويني، فضلا عن هيئة تنظيمية مشتركة بين إطارات وزارتي الشؤون الثقافية والشؤون الاجتماعية، هذا علاوة على تكليف ديوان التونسيين بالخارج بالإشراف على تنظيم المهرجان بالتعاون مع الوزارتين، وسيتولى ديوان التونسيين بالخارج مستقبلا تحديد تاريخ كل دورة مع بداية كل سنة إدارية على حد قول محدثنا. دورة شوقي الماجري وبخصوص برمجة الدورة الثانية التي قال إنها ستلتئم في الأسبوع الأول من شهر جانفي المقبل، قال مدير أيام قرطاج الثقافية للإبداع المهجري: «نحن على قدم وساق بصدد إعداد برمجة الدورة الثانية من المهرجان، وهناك اتصالات وتواصل مع عدد كبير من المبدعين المقيمين بالخارج في مختلف مجالات الإبداع، وقد راعت البرمجة عدم تشريك المبدعين المشاركين في الدورة الأولى. وكشف محدثنا أن الدورة الثانية من أيام قرطاج الثقافية للإبداع المهجري، ستكون دورة المخرج السينمائي الراحل شوقي الماجري، الذي أراد المهرجان تكريمه في الدورة السابقة، لكنه اعتذر بحكم التزاماته المهنية وأضاف القابسي في ذات السياق: «وكنا باتصال مع شوقي الماجري كذلك، أياما قبل وفاته لتكريمه في الدورة الثانية، ومن الطاقات التي سنكرمها في الدورة التي تحمل اسمه، الناقد محمد لطفي اليوسفي، الذي تحصل مؤخرا على جائزة عربية في النقد الأدبي..». وبالعودة إلى البرمجة أفادنا محدثنا، أن الدورة الثانية من مهرجان الإبداع المهجري، ستشتمل على جملة من العروض الإبداعية والندوات الأدبية والفكرية وذكر من المشاركين في هذه الندوات كلا من الروائي طارق الشيباني والشاعرة فتحية دبش، مشيرا إلى أن الدورة الثانية ستحتضن يوما كاملا لمبدعين تونسيين مقيمين بإيطاليا، تحت عنوان «من روما إلى قرطاج». وفي ما يتعلق بالفنان رضا الوسلاتي، قال السيد أحمد القابسي: «أنا متابع لعروضه وخاصة تلك التي يقدمها في المركز الثقافي الاجتماعي بأوبرفلي بضواحي باريس، وقد تم الاتفاق معه على أن يقدم لنا عرضا كاملا يشمل تنشيطا لشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة وساحة الأوبرا بمدينة الثقافة علاوة على عرضه «النوبة 08». كما خصنا محدثنا بأنهم بصدد التواصل مع الإخوة المرايحي لتأثيث حفل افتتاح الدورة الثانية من المهرجان، وكشف محدثنا أيضا أن المهرجان سيحتضن ليلة للإبداع التونسي الإفريقي، هدية من مهرجان القارات «كيركيفيل»، الذي تجمعه مع أيام قرطاج الثقافية للإبداع المهجري اتفاقية شراكة تم توقيعها سابقا بوزارة الشؤون الاجتماعية، علما وأن المهرجانين تبنتهما رسميا منظمة اليونسكو، باقتراح من المجموعة الإفريقية لدى هذه المنظمة، على حد قول محدثنا.