المثل الشائع لدى عشاق الأبيض والأسود بصفاقس يقول إن عاصمة الجنوب احتفالاتها تقتصر على عيدي الاضحى والفطر وانتصارات ال«سي آس آس» أي أن هذا الفريق الأول بهذه الربوع المؤثرة في بلادنا في كل القاطعات يعتبر المحرّك الأساسي والفاعل في إنعاش حتى الحياة الاقتصادية بالجهة... إذا ما تعلق الأمر بانتصار ثمين لزملاء محمد علي منصر وآخرها النتيجة الإيجابية خارج القواعد في لقاء جمعهم بقرش الشمال النادي البنزرتي الذي يعيش ظروفا لا يحسد عليها... كل هذا في عهد أصبحت فيه كرة القدم بعيدا عن الهواية واللعب من أجل «المريول» صناعة وتجارة واستشهار وعلاقات متشابكة. الجديد في صفاقس هو استعداد الجماهير العريضة والمسكونة بحب ال«سي آس آس» اليوم لمواكبة لقاء هام وتاريخي هو أول كلاسيكو هذاالموسم بملعب الطيب المهيري يجمع قطبين كرويين وهما النادي الصفاقسي والترجي الرياضي التونسي و رغم التخوف الكبير السائد في الشارع الرياضي من تعيين نعيم حسني المنتمي الى رابطة العاصمة ليدير اللقاء رغم اقتناع العديد بأنه من محبي النادي الافريقي وموظف سام في قطاع الطيران... نتمنى أن يكون جاهزا لإدارة لقاء يعتبر هاما لفريقين من أعتى الجمعيات الرياضية في كرة القدم وطنيا وإفريقيا وعربيا. المثير في هذا اللقاء هو الروح المعنوية العالية لدى أبناء فتحي جبّال الذي توفرت له كل العناصر الأساسية باستثناء فراس شواط الذي يخضع للمعالجة لفترة لا تقل عن 4 أسابيع أخرى في حين ستشهد الجهة اليمنى عودة المثلوثي مكان محمد بن علي مع عودة هنيد في وسط الدفاع ومنصر والوسلاتي وكريس كواكو وفي الهجوم المرزوقي والحرزي مع امكانية إقحام إيدو منذ بداية اللقاء الذي سينطلق على الساعة الثانية والنصف بعد الظهر عوض السادسة مساء اليوم لأسباب تقنية تخص تجهيزات الإضاءة في ملعب الطيب المهيري ولعل ما استقيناه من أوساط لاعبي ال«سي آس آس» فإن منافسهم الترجي الرياضي التونسي المنتعش بانتصار عريض برباعية ضد اتحاد بنقردان فإنه مازال يبحثون عن التوازن المطلوب في ظل التغييرات الكبيرة مقارنة بالموسم الفارط حيث تغيّر أكثر من نصف الفريق خاصة في وسط الميدان بعد خروج غيلان الشعلالي وفرنك كوم وإصابة كوليبالي وتحول سعد بقير الى المملكة العربية السعودية ... لكن فريق باب سويقة تم تطعيمه بلاعبين جزائريين يملكون فنيات كبيرة وإمكانيات عالية ولم يجدوا الوقت الكافي للتأقلم في المقابل النادي الرياضي الصفاقسي احتفظ بالرصيد البشري وتبقى الاشكالية الوحيدة في الأزمة المالية رغم البداية الموفقة في ظلّ هذه المعادلة يبقى الأمر الوحيد هو التركيز على الجانب التكتيكي واللعب على جزئيات خاصة في منطقة وسط الميدان التي ترجح فيها الكفة ل «سي آس آس» مع عامل الميدان والجمهور ويبقى المطلوب هو النسج على منوال هيئة منصف خماخم التي خصّصت 50 دعوة للفريق الضيف ولا بد أن يحظى كل المتابعين لفريق باب سويقة بحسن الضيافة والتعامل الحضاري الذي يميّز دائما هيئة وجمهور صفاقس على مرّ الأزمان.