لم يعد يفصلنا سوى يومين، ليسدل الستار، على فعاليات الدورة 30 لأيام قرطاج السينمائية، دورة للنسيان، بلا نكهة، ولا رائحة ولا طعم، ولم يبق في الأذهان من سجادها الأحمر غير "المخنّث" و"حافية القدمين". تونس – "الشروق" –: أجمع عدد كبير من الفنانين التونسيين، من ممثلين وحتى سينمائيين، على أن أيام قرطاج السينمائية فقدت نكهتها، عموما، وخاصة في هذه الدورة التي أثر رحيل مديرها المنتج السينمائي نجيب عيّاد، عليها، ففقدت بريقها، منذ يومها الأول، لولا عرض فيلم "عرائس الخوف" للنوري بوزيد. وذهب أغلب من تحدثنا إليهم، إلى أنه لولا جمهور أيام قرطاج السينمائية، الذي ظل وفيا كعادته، لحضور الأفلام ومناقشة بعضها، لما ظل هناك معنى من الأصل لهذا المهرجان العريق الذي يتميز بطابعه الإفريقي العربي، رغم انفتاحه على سينماءات العالم، فحتى شارع الحبيب بورقيبة، لم يعرف تلك الحيوية والحركية التي عرفها طيلة دورات المهرجان، فلولا الإشهار وما تم حجزه في شارع بورقيبة للدعاية للمهرجان، لما عرف المارة أن هناك مهرجانا اسمه أيام قرطاج السينمائية. كما أثر الإشكال الحاصل بين هيئة تنظيم "الأيام" وأصحاب قاعة الكوليزي بالعاصمة، على الوهج المميز للمهرجان بالشارع الرئيسي بالعاصمة، حيث اعتبر البعض أن عدم احتضان ملكة القاعات والمسرح البلدي لعروض هذه الدورة، سلب أيام قرطاج السينمائية نكهتها، وفي المقابل، لم تضف مدينة الثقافة ذلك البريق المرجو، لا في المهرجان، ولا في غيره، وبدت معزولة منذ افتتاحها. "بهرج" تافه في افتتاح بارد من جهة أخرى ظل التندر بحفل افتتاح هذه الدورة، طاغيا في الكواليس وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، فحظي المخنث المرتدي فستانا أسود نسائيا مثيرا يبرز تضاريسه الجسدية المتغيرة بفعل العلوم لا بفعل الطبيعة، بمساحة كبيرة للسخرية، كما حظيت صورة الممثلة مريم بن شعبان، وهي تصعد مدارج مدينة الثقافة حافية القدمين وحاملة حذاءها ذي الكعب العالي في يدها اليسرى، بتندر التونسيين... واعتبر كثيرون أن حفل الافتتاح الذي لا يمكن حضوره إلا بالدعوات، أصبح مرتعا لمن لا علاقة لهم بالسينما وبالمهرجان، بينما يغيّب الفنانون والإعلاميون وخاصة منهم المهتمون بالشأن الثقافي، بتعلة أن كل مؤسسة إعلامية لها الحق في دعوة وحيدة... ليحضر الدخلاء كذلك المخنث الذي لم نره من قبل ولم نسمع له عن عمل ثقافي أو إعلامي واحد... ليلى علوي تعتذر وما دمنا نتحدث عن حفل الافتتاح والسجاد الأحمر، يكفي أن نستحضر أن هذا السجاد جعل أساسا للاحتفال واستقبال النجوم في افتتاح المهرجانات الكبرى، لكنه في الدورة 30 من أيام قرطاج السينمائية، اقتصر على النجوم التونسية، والوجوه التي ساهمت في بروزها التافه قنواتنا الإعلامية، في حين غاب النجوم الأجانب، ومنهم النجمة المصرية ليلى علوي، والتي قال مصدر من المكتب الإعلامي للمهرجان إنها اعتذرت لأسباب عائلية، تتعلق أساسا بوالدتها. أما النجمة التونسية المقيمة بمصر درة زروق، والتي تلقت دعوة لتكون من ضيوف الدورة 30 لأيام قرطاج السينمائية، فقد تغيبت لأسباب مهنية، لكن لم يقع توضيح غياب الضيوف، المعلن عنهم سابقا من قبل هيئة تنظيم أيام قرطاج السينمائية كما تم الإعلام عن استضافاتهم قبيل انطلاق المهرجان. الإقبال ورغم الكم الكبير من الأفلام المعروضة في الدورة 30 لأيام قرطاج السينمائية، فإن الإقبال الكبير ظل حكرا على الأفلام المشاركة في مختلف المسابقات الرسمية للمهرجان، وخاصة أفلام المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة والمسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية الطويلة، كما حظيت الأفلام التونسية بهذا الإقبال الكبير ككل دورة من أيام قرطاج السينمائية.