لم تثن الأمطار الغزيرة التي شهدتها العاصمة التونسية هذا الأسبوع من تواتر جمهور السينما على شارع الحبيب بورقيبة لمواكبة عروض السينما والتردد على الخيمات التي نصبت وسط الشارع بمناسبة الدورة 30 من ايام قرطاج السينمائية التي تصل يومها الأخير في ظروف مناخية استثنائية تونس «الشروق» جمهور استثنائي لم تمنعه رداءة الطقس وهطول الأمطار بغزارة من الإستمتاع بأجواء السينما ومواكبة العروض السينمائية داخل القاعات فالمار من شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة وبالتحديد امام قاعات العروض يلفت انتباهه طوابير من الجمهور مصطفة في انتظار فتح القاعات ابوابها... ولم يتخل شارع الحبيب بورقيبة عن زينته ومظاهر الإحتفال بالسينما وخيماته والمعلقات التي تشير لعرس السينما التونسية بألوانها الزاهية الوان لحياة بكل ما تحمله من معاني الجمال... هذه الأجواء وسط شارع الحبيب بورقيبة وقاعاته السينمائية لم تختلف عن دورات سابقة تحدى فيها الجمهور وضيوف ايام قرطاج السينمائية تهاطل الأمطار بل واكثر من ذلك الإرهاب الذي ضرب شارع الحبيب بورقيبة لكنه لم يخلف شيئا سوى الإصرار على الحياة وحب السينما... تقلبات الطقس لم تثن الجمهور من مواكبة السينما احتفالات ايام قرطاج السينمائية تتواصل تحت رذاذ المطر وتهاطلها احيانا بغزارة ورغم تحذيرات المعهد الوطني للرصد الجوي لم يمتنع الجمهور عن السينما يقول احمد (طالب ) "هذا الحدث السينمائي ننتظره طوال السنة ولا يمكن ان تمنعنا الأمطار حتى وان كانت طوفانية من مواكبة عروض السينما لان هذا المهرجان التونسي والعربي والإفريقي هو من اهم المهرجانات السينمائّية التي تمر على بلادنا وشخصيا اعشق السينما واذهب اليه أينما كان وفي اي ظرف..." يوافقه الرأي صديقه الذي كان يتصفح البرنامج لإختيار عرض لمواكبته " قطعت في اليوم الثالث من المهرحان الذي شهد فيضانات في العاصمة اكثر من 10 كيلومترات على الأرجل حتى اصل شارع الحبيب بورقيبة ومواكبة اجواء المهرجان واختيار بعض العروض لمشاهدتها فهذا الحدث السينمائي لن يتكرر يوميا بل هو مرة في السنة لذلك لن تمنعنا الطبيعة من التمتع بعروضه التي تبدو حسب البرنامج عروضا شيقة تستحق العناء والمتابعة...». المطر حياة والسينما عشق كل شيء في شارع الحبيب بورقيبة يوحي بالحياة والجمال حتى المطر التي كانت عائقا امام البعض ومنعتهم من النزول وسط العاصمة اعتبرها البعض الآخر فرحة وحياة اضافت لعرس السينما وأضفت عليه نكهة خاصة هكذا علقت "سلمى" التي كانت مستمعة بأجواء المهرجان رغم المطر الذي غطى جسدها تقول سلمى" انا من عشاق السينما واعشق ايضا الشتاء .... امشي تحت المطر فتنتابني راحة نفسية لا توصف ... واليوم اجد نفسي أتجول تحت المطر ذاهبة الى السينما فما اروع هذا الإحساس وانت تتجلى بين معشوقين ..." صورة جميلة وصفت بها سلمى حبها للسينما واستمتاعها بالمطر الذي غطى شوارع العاصمة في اليوم الثالث من الدورة 30 من ايام قرطاج السينمائّية وتواصلت فعاليات ايام قرطاج السينمائّية على امتداد اسبوع بين قاعات شارع الحبيب بورقيبة ومدينة الثقافة وعدد من الجهات وسط ظروف مناخية استثنائية وصفت بالكارثية في بعض المناطق التي غمرتها المياه وتحولت الى مناطق معزولة لكن رغم ذلك استمر توافد الجمهور على القاعات وان كان بأعداد بسيطة مقارنة بالسنة الفارطة الا انه لم يهجر القاعات بل كان متواجدا يتابع العرروض بكثافة . فقد تم مثلا في تونس العاصمة وحدها بيع 128 الف تذكرة سينما في حوالي ال72 ساعة الاولى من انطلاق المهرجان، دون احتساب عدد التذاكر والاشتراكات داخل الجمهورية. وافتتحت الدورة 30 من ايام قرطاج السينمائّية دورة نجيب عياد السبت الماضي بمدينة الثقافة بالعاصمة وبحضور عدد من الضيوف العرب والأجانب وتختتم اليوم السبت 2 نوفمبر بتوزيع الجوائز على المتوجين وتجدر الإشارة الى البرنامج الرسمي للتظاهرة قدم لجمهور الفن السابع 170 فيلما من بينها 44 فيلما في المسابقة الرسمية: 12 فيلما روائيا طويلا، و12 فيلما روائيا قصيرا، و12 فيلما وثائقيا طويلا و08 أفلام وثائقية قصيرة.