منذ ان شيدت مدينة الثقافة جذبت الى فضائها جل التظاهرات الثقافية ومن بينها ايام قرطاج السينمائية التي تنطلق غدا السبت مما اثار ردودا متباينة بين مثمن ومستاء لمغادرة المهرجان فضاءات شارع الحبيب بورقيبة وبالتحديد قاعة الكوليزي الى فضاءات مدينة الثقافة .... فهل انتزعت المدينة بريق الأيام اوانها ساهمت في إشعاعها؟ تونس (الشروق) تظاهرات ثقافية وفنية عدة اثثت شارع الحبيب بورقيبة وأحيته لسنوات لكن مع افتتاح مدينة الثقافة تحولت هذه المهرجانات الى فضاءات المدينة اين تقام جل فعالياتها منذ الإفتتاح الى الإختتام ولعل ايام قرطاج السينمائّية تعد ابرز هذه التظاهرات التي عرفت بشارع الحبيب بورقيبة وقاعاته السينمائيّة وملكة القاعات تحديدا وجمهوره وبساطه الأحمر ونجومه وضيوفه الذين ينطلقون سيرًا على الأقدام من نزل افريقيا في اتجاه الكوليزاي لمواكبة حفل الافتتاح ... كل هذه الأجواء وغيرها غادرت شارع الحبيب بورقيبة منذ ان اصبحت فعاليات المهرجان تقام في مدينة الثقافة... ولهذا المشهد قراءتين بين مستحسن ومستاء منه اذ يرى الشق الاول ان احتضان مدينة الثقافة لهذه التظاهرة يزيد من بريق المهرجان نظرا للإمكانيات التقنية والمعمارية التي يتميز بها فضاء المدينة اضافة الى انه لا يبعد كثيرا عن شارع الحبيب بورقيبة كما ان المدينة ساهمت في حل ازمة القاعات وسط العاصمة وهي التي توفر قاعات عرض مصممة على الطريقة العالمية... الا ان الشق الثاني يرى ان مهرجان السينما لا يمكن ان يقام الا في قاعة الكوليزي التي شهدت افتتاح اول دوراتها وقاعات شارع الحبيب بورقيبة التي تضفي عليه رونقا خاصا ... وان كانت مدينة الثقافة من اهم الإنجازات الثقافية في تونس لما توفره من مزايا وإمكانيات مادية ومعنوية وحلول لقطاع الثقافة ولمهرجاناتها خاصة في ظل مشكل نقص الفضاءات الا انها اصبحت تثير هذا الجدل لافتكاكها مهرجانات ولدت وترعرعت في شارع الحبيب بورقيبة فهل هي اضافت لها اوأنها أفقدتها رونقها وجاذبيتها وجمالها ؟ أسئلة يجيب عنها اهل القطاع . الحنين الى شارع الحبيب بورقيبة لا يختلف اثنان ان مدينة الثقافة مكسب وطني وهي انجاز سيوفر للثقافة والفن قاعات عرض من طراز رفيع وبمقاييس عالمية ..موقف يؤكده السينمائي ابراهيم لطيف الذي يرى ان من بين إيجابيات وسلبيات انتقال المهرجان الى مدينة الثقافة ان المتابع له حنين للأيام وهي تتجلى بفعالياتها وسط شارع الحبيب بورقيبة افلاما وتنشيطا وفنادق و لقاء الصحفيين الذي كان نقطة من نقاط تنشيط التظاهرة التي اندثرت اضافة الى اكتظاظ الجمهور امام القاعات وقاعة الكوليزي التي كانت ركيزة من ركائز الأيام ....» يضيف لطيف» شارع الحبيب بورقيبة لديه رمزيته وايام قرطاج السينمائية من اكبر التظاهرات التي تستقطب جمهورا لذلك اتمنى ان يتم تجهيز كل القاعات في العاصمة حتى تستعيد مهرجاناتها...» ورغم ذلك لم يخف صاحب الرأي ايجابيات انتقال مهرجان ايام قرطاج السينمائّية الى فضاء مثل مدينة الثقافة وقاعاتها وخاصة قاعة الأوبرا التي لا يمكن ان يشعر فيها المخرج وفريق الإنتاج وفق تعبيره الا بالفخر والسعادة لما تتضمنه من تقنيات عالية الدقة تسمح بعرض الأفلام في ظروف جيدة ... قاعة الأوبرا لا تقل جمالا عن قاعة الكوليزي من جهته يقول المنتج السينمائي عبد العزيزة بن ملوكة ان انتقال بعض فعاليات ايام قرطاج السينمائية الى مدينة الثقافة زاد في توسع المهرجان الى جانب ان المسافة ليست بعيدة بين شارع الحبيب بورقيبة وشارع محمد الخامس و لا فرق بينهما على حد تعبيره يضيف بالهادي « الفائدة ان المهرجان مازال قائما ومتواصلا والفضاءات لا تعني شيئا مادامت في العاصمة والجمهور يتابع الأيام بكثافة في جل القاعات والشوارع ...» من جهة اخرى يرى محدثنا ان قاعة الأوبرا من اجمل القاعات وبالرغم ان الراحل نجيب عياد كان يود اعادة المهرجان الى قاعة الكوليزاي الا ان قاعة الأوبرا بمدينة الثقافة لا تقل جمالا وجاذبية عن قاعة الكوليزي حسب رأيه مشيرا الى مدينة الثقافة تتمتع بمكان استراتيجي و ممتاز وهي تلقي بجمالها على العاصمة الى جانب انها متعددة الإختصاصات توفر فضاءات عصرية ومن طراز رفيع وتشجع التونسي على الإقبال على الثقافة بل هي تشع بجمالها على المهرجان وفق تعبيره.